المرجع و المفكر الاسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس| فقه المرأة (137) - الموقف إزاء نظرية التطور الداروينية (6)
توجد اتجاهات أربعة:
الاتجاه الأول اعتقد أن هناك تعارضاً ذاتياً بين الدين وبين العلم انتهت القضية وإذا كان تعارض ذاتي بعد يمكن التوفيق أو لا يمكن التوفيق؟ لا يمكن على ماذا نتعب أنفسنا يوجد في جوهر العلم شيء وفي جوهر الدين شيء يلتقيان أو لا يلتقيان؟ لا يلتقيان وهذا هو الاتجاه الذي يذهب إليه البعض ولذا أنا أتصور أن أمثال هؤلاء لابد أن يذهبوا إلى نظرية التفكيك وهو أن يقولوا ـ التفكيك الموجود هنا في مشهد وقم ـ وهو انه أساساً فليبحث العلم في عالمه وليبحث الدين في عالمه ولكنه هذا جواب ابتر لأنه الموضوع واحد العلم يقول عنه ألف ونفس الموضوع يقول الدين ماذا؟ يعني الموضوع واحد والمحمول متعدد لا أن الموضوع متعدد حتى نقول بالتفكيك.
ولهذا هذه النظرية التفكيك واقعاً أنا أتصور الذين كذا واقعاً إلى الآن لم يحرر محل النزاع ما معنى التفكيك أصلاً، أن الدين في محله والفلسفة في محله والعلوم الطبيعية في محلها، لا أبداً لان الموضوع واحد وأنت تقول افعل وذاك يقول لا تفعل هذا الاتجاه الأول، الاتجاه الأول الذي هو يشير إليه في مقدمة هذا الكتاب وهو انه أن هذا كثر ما علت الصيحة في هذه الأيام أن بين الدين والعلم عداءً وأنّ في طبيعة الدين شيئاً يعاند طبيعة العلم وان في طبيعة العلم شيئاً يعاند طبيعة الدين على سبيل المثال: أن العلم ثابت أو متغير؟ متغير متطور الدين ما هو؟ ثابت أم متغير؟ ثابت إذن يجتمعان أو لا يجتمعان؟ لا يجتمعان انتهت القضية.
الاتجاه الثاني تقديم المعطيات العلمية على المعارف الدينية وتأويل المعارف الدينية كلما جاء شيء من العلم وإن كان يصيب ويخطأ ووجدنا ما يخالفه في المعطيات الدينية نتصرف في الدين كما أنكم تفعلون ذلك عندما توجد عندكم قواعد عقلية افترضوا تقولون أن ظاهر القرآن التجسيم ولكنّ الدليل العقلي يقول أن الجسمية على الله محال إذن ماذا تفعلون للآيات القرآنية؟ تؤولونها لماذا تؤولونها ؟ لماذا تقول بل يداه مبسوطتان يعني يد القدرة لماذا؟ ما الذي دعاك إلى هذا؟ دعاك إلى هذه قاعدة عقلية خلصت القضية هنا القاعدة العلمية تقدم على المعارف الدينية كما أنت تقدم القواعد العقلية المسلّمة عندك على الظواهر القرآنية أو النصوص الدينية هنا أيضاً قدّم العلوم الطبيعية على ماذا؟ طبعاً الطامة متى تأتي؟
إذا صار البناء تقدم العلوم الإنسانية أيضاً على العلوم والمعارف الدينية يعني علم النفس هكذا يقول علم الاجتماع هكذا يقول علم التربية هكذا تقول هذه علوم بعد كلها مرتبطة في دائرة العلوم الإنسانية، أيهما نقدم؟
نقدم معطيات العلوم الإنسانية على المعارف الدينية أو المعارف الدينية على المعطيات ماذا؟ على سبيل المثال في علوم التربية يقول الطفل في عالم التربية لابد أن يضرب جسدياً أو لا يضرب؟ يقول لا يضرب، ولكنه في علوم القرآن لا أن يقول أطفالكم اضربوهم نساءكم أيضاً فاضربوهن كما يفسّرون الآية هكذا، الآن يقول مثل لا ادري كذا ضغثاً كذا هذا كله توجيه وإلا ظاهر الآية على سبيل المثال ماذا يدل؟ على الضر هذا ماذا نفعل له؟ أيهما نقدم؟ نقدم معطيات نتائج العلوم الإنسانية الحديثة أو نقدم المعارف الدينية؟ هذا الاتجاه يقول من الآن نتخذ موقف تقديم المعطيات العلمية على المعارف الدينية وتأويلها.
الاتجاه الثالث كاملاً معكوس العلوم الطبيعية تقول أن الأرض كروية يقول أخطأتم روايات تقول أن الأرض مسطحة خلصت القضية وتوجد دراسات الآن لإثبات أن الأرض ما هي؟ مسطحة انتم تتصورون هذه جذورها أين؟ جذورها في الروايات التي تقول الأرض كروية أم مسطحة؟ انتهت القضية.
أن الأرض واقفة على قرن ثور تقول له بابا العلوم الآن الطبيعية يقول هذه كلها ارمي بها في سلة المهملات رواية معتبرة في الكافي الشريف هالشكل يقول انتهت القضية وهذا مبنى أنا لست الآن الله يعلم أريد انتقص من هذا أريد أقول هذا لابد تعين لي حتى أنا استطيع أن أقيم الجسر البحث معك أنت الذي تعتقد أن الرواية مقدمة على معطيات العلوم الطبيعية والإنسانية بعد أنا استطيع أتكلم معاك أو لا استطيع إذا كان مبناك هذا الاتجاه الثاني؟ يغلق باب الحوار انتهت لا معنى للدخول في الحوار لأنه أنت تتكلم في عالم أنا أتكلم في عالم آخر.
الاتجاه الرابع محاولة التوفيق ما بينهما، ولهذا أنت تقرأ في الحكمة المتعالية ما هي من أهم خصائص مدرسة الحكمة المتعالية لملا صدرا أو لغيره من الأعلام الذين قالوا بالحكمة المتعالية؟ مثل ابن سينا في الإشارات ما هو؟ يقول بأنه إذا كانت هناك معطيات فلسفية ومعطيات دينية ووجدنا ظاهراً يوجد بينهما تعارض لابد ماذا نفعل؟ والجمع أولى نوفق بينهما التوفيق بين العقل والنقل والكشف.
هذه الاتجاهات بشكل إجمالي أشار إليها في الموسوعة الفلسفية العربية هناك قال ونشأ الخلاف حول العلاقة بين العلم والدين انطلاقاً من مشكلة الأولوية والمرجعية، ماذا يقول؟ عندما تتضارب بين الأحكام الموقف الأول تقديم الإيمان يعني المعطيات الدينية على العيان يعني المعطيات العلمية هذا اتجاه.
الاتجاه الثاني: انه لا مناص من تأكيد أولوية النظر العلمي ونتائج الاختبارات ومردّ ذلك أن العديد من المسائل التي رفض العالم الديني البحث فيها أوّلاً زعماً منه أنها تمس الدين قبلها أخيراً كحقيقة الراهنة قبل غيره إذن لابد أن نقدم المعطيات العلمية على المعطيات الدينية، المحاولة الثالثة هي محاولة توفيقية لاحقة بين النظرة التطورية والنشوئية والوحي الديني ومن أهم الأعلام الذين أرادوا ذلك هذا الرجل في تفسير الجواهر، الجواهر في تفسير القرآن الذي يقع في 26 جزءً 13 مجلد.
في المقدمة بشكل واضح وصريح يقول بسم الله الرحمن الرحيم المجلد الأول أما بعد فإني خُلقت مغرماً بالعجائب الكونية معجباً بالبدائع الطبيعية مشوقاً إلى ما في السماء من جمال فأردت أن أقول أن القرآن يعارض أو لا يعارض فحملت الآيات القرآنية على بيان ذلك يصرح في المقدمة.
Ещё видео!