إلى أئمة المساجد خاصة، وبقية الأصدقاء دونكم هذا المنشور، ضمن سلسلة #أدب_الرافعي (5) #قرآن_الفجر مقال من كتاب #وحي_القلم #الرافعي
* لا أنسى أبدًا تلك الساعةَ، ونحن في جَوِّ المسجد، والقناديلُ معلَّقة؛ كالنّجوم في مَناطها من الفَلَك، وتلك السُّرُج ترتَعِشُ فيها ارتعاشَ خواطِرِ الحب، والناس جالسون عليهم وَقارُ أرواحهم، ومن حوْلِ كُلِّ إنسانٍ هُدُوءُ قَلْبِه..
* لا أَنسى أبدًا تلك الساعةَ، وقدِ انْبَعَثَ في جوِّ المسجد صوتٌ غرِدٌ رَخِيم، يَشُقُّ سَدفة الليل في مثل رنين الجرس، تحت الأُفُق العالي، وهو يُرَتّل هذه الآياتِ من آخِرِ سورة النحل:
* ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ..)
* وكان هذا القارئ يملك صوتَهُ أَتَمَّ ما يَملِك ذو الصوت المطرِب؛ فكان يَتصرَّف به أحلى مما يَتصرَّف القُمْرِيُّ وهو يَنوح في أنغامه، وبلغ في التطريب كلَّ مبلغٍ يَقْدِر عليه القادر، حتى لا تُفَسَّر اللَّذَّةُ الموسيقِيَّةُ بأبدع مما فَسَّرَها هذا الصوتُ؛ وما كان إلا كالبُلْبُل هَزَّتْهُ الطبيعة بأُسلوبها في جمال القمر، فاهتز يجاوبها بأسلوبه في جمال التغريد.
في المرفق تسجيل جديد للمقال كاملاً
حيث يوجد تسجيل قديم وبتصرف
أسعد بملاحظاتكم واقتراحاتكم🌴🌹
Ещё видео!