صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
محمدٌ رحمة من واهب النعمة
ولدَتهُ آمنه بالنورِ كالبدرِ
وأبوهُ عبد الله الموتُ قد وفاه
من قبلِ أن يراه في أكملِ الصورِ
وحليمةُ السعدِ ضمته في ودِ
بحنانها تعطي بالسر والجهر
مرت من السنين سِتٌ مع الشجون
والأمُّ والمُعين ماتت على السفرِ
والجدُّ رباهُ أعطاهُ و رعاهُ
والمولى نداهُ في أحوَجِ العمرِ
والعمُّ يكفلُهُ لا شيءَ يشغلُهُ
عنه ويُرشِفُهُ من منهلِ الخيرِ
يرعى لهُ الغنمَ و اللهُ قد حكمَ
أن يهديَ الأممَ في دربِها الوعرِ
وبعد أعوامِ راحَ إلى الشامِ
في صحبة العمِّ من حارَ في الأمرِ
فإذا النبي بدا في الركبِ كالندى
وغمامةُ الهدى تحميهِ من حرِّ
ومرَّ عشرُ سنين ليُتاجِرَ الأمين
لخديجةَ الرَّصِين ويَعودَ بالخيرِ
وقال فتىً أمين أن الفضلَ المُبين
للصادقِ الأمين محمدُ السِّيَرِ
وغنّت الأطيار وهلّت الأنوار
تزوّجَ المختار خديجةَ الطُّهرِ
فكانتِ الحنان الدِّفءَ والأمان
عونًا من الرحمن في العسرِ واليسرِ
وزينبُ هلّت والفرحةُ عمّت
ورقيةُ طلّت كطلّت البدرِ
وأمُّ كلثومِ في البيت كالنجمِ
لأبيها والأمِّ هبةٌ من النّورِ
وفاطمةُ الزهراء زُفّت لهم بشرى
الدُّرةُ الصُّغرى وأمينةُ السِّر
في سنِّ الأربعين نزَلَ الوحيُ المُبين
بالنورِ واليقين والعلمِ والفكرِ
وأبوبكرِ الصديق هو أوّلُ رفيق
وذو طبعٍ رقيق وصاحِبُ العُمرِ
وبعدهُ عليّ قد أسلَمَ صَبِي
مُفاديَ النبي في هجرةِ السرِ
وهاجَرَ الحبيب والصاحبُ الرفيق
وآذن المُجيب بالدعوةِ بالجهرِ
وعمَّ دينُ الله وازدانَتِ الحياة
ما أحلاها من حياة في ضوئِها العطر
صلى الله على محمد صلى الله عليه وسلم
Ещё видео!