شاءتِ الأقدارُ أن نركبَ سفينةَ الطبّ منذ عامٍ.
اعتليناَ أمواجَ المجهولِ و رياحَ الغيبِ، و امتطيناَ تلكَ السّفينةَ نبتغيِ مُستقبلاّ ضاعفَ انتظارهُ و الشوّق إليهِ مدىَ بُعدهِ عن الحاضِر .
العامُ الذي انقضىَ بهتِه السّرعةِ كانَ حافلاً، حواليِ 180 يوماً مرّت أحدُها يجرُّ الآخرَ جرّا، حتّى أعلنَ العَدَّادُ انقِضاءَ أولىَ رحلاتِنا مع السبّعِ الشِّداد .
كُناّ نواجهُ كلّ يومٍ، شبحَ الكسَل، و التَّأجيل، و وَحش الإنتظارِ،كُنّا كلّ يومٍ نُحاربُ أنفُسناَ قبل أن نـُحاربَ أي شيءٍ آخرَ، و هكذاَ كُناّ، مرَّات ننتَصِر، و مرَّاتٍ نخسرُ الجَولة،فممّا لا شكّ فيهِ، أن أصعَب الحروبِ هيَ حروُب الإنسانِ مع ذاتِه .
في اللّياليِ الحالِكاتِ، حمَلناَ مِشعلَ الطبّ، و خُضنا الغياهِبَ مُغمَضي العينينِ، في قُلوبِناَ مِعطفٌ أبيضٌ يُشرقُ كالشّمسِ في أرواحِنا، يُنيرُ بصيرَتَنا، و يوضِحُ دربناَ، لا نُبالي إن خسرناَ ما نشتهِي، و ما نُحبّ ،فالطّبُّ أليس هوَ الحُبّ؟ كلُّهُ يهونُ من أجلِ الطبّ ، و نحنُ للطبّ، و الطبّ لنا ما حيينَا !
حين اخترناَ الطبّ،قتلناَ داخلناَ أنانيّة الأطفالْ ،كسلَ الأطفالْ، لا مُبالاتهم و رغبتِهم في النومِ الكثير، و في نفسِ الوقت، أحييناَ داخلناَ قلوبَ الأطفالْ، حنانَ الأطفالْ، و طيبةَ الأطفالْ.
لذلكَ، فالطبّ قبل كل شيءٍ،يعلمُكَ أن تكونَ النّسخةَ الأفضلَ من نفسِك، و هوَ النمُوذَجُ المثالي للطفل الداّخلي ..
من يُحبُّ الطبّ، لا ليلَ لرُوحه،تعبهُ راحة، كدُّهُ رضاً، خوفُه طمأنينةٌ، من اختارَ الطبَّ، فقد اختارَ الحياةَ الأبديّة للقلبِ، للعزيمةِ و النّجاح !
من يُحبُّ الطبّ ،فقد نالَ من الطبِّ ما لا ينالهُ المرءُ من الطبِّ في حدِّ ذاتِه !.
أماّ عن سماواتِ الطبّ ،فهي واسعةٌ ،و أفقُها بعيييدْ، يُكلِّفُنا الأمرُ سنواتٍ لنبلغَهُ، ننكسِرُ، و نُعيدُ بناءَ أنفُسِنا، نسقُطُ، و ننهضُ، و في كُل مرةٍ تنبُتُ لنَا أجنحةٌ معَ كـلّ دمعةٍ تسقُط، نسقيِ بهاَ في كلّ نجاحٍ، زُهوُرَ شبابِنا .
طريقُ الطبِّ شاقّةٌ، و لكنٌهُ يستحقٌُ ..
مهماَ طالَ الزَّمن ،ومهماَ انهارتْ بناَ اللَّحظَات، لذَّةُ الوُصولِ ستُرمِّمُنا!
سنبلُغُ يوماً، قمّة الطبّْ و حينهاً ، سنتخَرّجُ من كُليةِ الإنسانيّة، لأنناً حينهاَ سنُتوّجُ بأعظمِ ما قد يُتوَّجُ به المرءُ، و هُو كونهُ "إنسانّا" ..
و هل أعظمُ مِن أن يكون الإنسانِ، اِنساناً؟، و أن يُكرٌِسهُ كُلَّهُ لأجلِ الغيرِ اِحساناً؟!..
فاُكتُب يا دهرُ، أننّي كرَّستُ نفسيِ للطِّب، و أنّي فخورةٌ بكِلِّ ما عِشتُهُ و سأعيشُهُ من أجلِ الطٌِب ...! و أننّي سأُضحِّي بكـلّ ما أملِكُ، إلى آخر الرّمق، و سيأتي يومٌ، و تكتمِلُ أجنِحتي، لأُحَلِّقَ في سماءِ الأنسانِيَّةِ حتىّ يفنى العُمر .
سأمسحُ دمعة
و أُنيرُ شمعة
سأرسمُ بسمة
و أرسُم الطمأنينةَ في الأرواحِ، رسماً
يوماً ما، سأستأصلُ ورمَ الخوفِ
و أخيطُ جرحَ الحُزنِ في القلوب
و أُبدِّدِ غيومَ الألمِ على قسماتِ الأُمّهاتِ
يومًا ماَ ، و بإذن اللهِ تعالىَ
سأُداوي الرُّوحَ ، قبلَ الجسَد .
بأقلام رايس هزاَر ✨
⚪ Special Thanks To:
Samy Arslane
Ahmed Mounir
Rym Labed
Chams Nari
Rais Hazar
00:00 - مقدمة الفيديو -
00:10 - كيفاش فات العام ؟ -
01:33 - جاتك اللغة الفرنسية عائق ؟ -
03:04 - أحسن module ؟ -
04:43 - أسوأ module ؟ -
06:07 - كون يرجع بيكم الوقت تديروا médecine !! -
07:20 - شكر و عرفان -
#قسنطينة #طب #جامعة #جامعه #كلية_الطب #طالبةطب #طلبة
