كثر هم القديسين الذي كتبوا عن زيارتهم لجهنّم او عن مشاهدتهم اياها في رؤيا. هذه الرؤى عليها أن تدكّرنا بما سبق وعلّمته ايانا الكنيسة : جهنّم هي حقيقة، وكثير من البشر يسقطون فيها.
1- الطوباوية آن أمريك :”لا يمكن لأحد أن يشاهد دون أن يرتجف رعباً”
عاشت الطوباوية آن أمريك في أواخر القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشرفي الإمبراطورية الرومانية المقدسة.
منظر جهنّم الخارجي مرعب ومخيف. هائل بضخامته. بنائه ثقيل من الجرانيت، بالرغم من لونه الأسود، كان المعدن ساطعاً. والأبواب السوداء الضخمة لها براغي رهيبة لا يمكن لأحد ان يلمحها دون أن يرتجف رعباً
آهات عميقة وصرخات اليأس والعويل يمكن تمييزها وسماعها حتى في الوقت الذي كانت فيه الأبواب مغلقة. لكن، آه، لا يمكن وصف الصراخ والعويل الرهيب الذي انفجر مصمّاً للآذان حين انحلّت البراغي وفُتحت الأبواب على مصراعيها
آه ! من يمكنه تصوّر كآبة وبؤس منظر سكان هذا المكان البائس!.
في الداخل مزدحم، مربك، كل شيء يسترعي الى ملأ الذهن بمشاعر الألم والحزن. علامات الغضب والنقمة على الله مرئية في كل مكان. يأس، مثل النسر ينخر كل قلب، البؤس والخصام يملك في كل شيء…. في مدينة جهنّم لا يمكن مشاهدة سوى الزنزانات المحصّنة، والكهوف المظلمة، والصحاري المخيفة والمستنقعات النتنة المليئة بكل الأنواع التي يمكن تصوّرها من الزواحف السامة والمثيرة للإشمئزاز
…”
في جهنّم، مشاهد دائمة من الخصام والفتن البائسة، وكل نوع من الخطيئة والفساد، في أبشع صورة ممكن تصوّرها، أو ممثّلة بكثير من أنواع العذابات المروعة.
كل شيء في هذا المكان الكئيب يملأ العقل بالرعب . لا تُسمع فيه كلمة تعزية او مواساة. فكر وحيد هائل فقط : إن عدالة الله الكليّ القدرة قد حلّت على الملعونين لا أكثر من أستحقاقهم الكامل وباقتناع هائل الذي يُثقل كل قلب. الشيطان يظهر على حقيقته، بألوانه القاتمة المثيرة للإشمئزاز، مجرّداً من الأقنعة التي كان بواسطتها مخفيّاً عن العالم، الحيّة الجهنّمية تلتهم أولئك الذين كرّموها وعبدوها هنا على الأرض. بكلمة واحدة، جهنّم هي معبد الألم واليأس
2- القديسة تريزيا الأفيلية : “مشتعلون، وممزّقون الى أشلاء”
يبدو المدخل كممرّ ضيّق وطويل، مثل التنّور، منخفض جداّ، مُظلم، ومُغلق. تبدو أرضها مُشبعة بالمياه، موحلة، كريهة للغاية، تنشر في كل اتّجاه روائح وبائية كريهة، وهي مغطاة بالحشرات المقرفة. في النهاية كان
مكاناً مجوّفاً في الجدار، مثل خزانة، هناك رأيت نفسي محصورة
…
شعرت بالنار في روحي… كانت آلامي الجسدية لا تُطاق. لقد مررت بكثير من الآلام والمعاناة هنا في هذه الحياة،… إلا أنها لا تُعدّ شيئاً بالنسبة لما شعرت به هناك ، خاصة عندما رأيت أنه لن يكون هنالك انقطاع، ولا اي حدود لآلام جهنّم
لم أستطع أن اشاهد من كان يعذّبني، لكني شعرت انني أشتعل بالنار، وأمزّق الى أشلاء، هذا ما بدا لي. وأكرّر ذلك، هذه النار الداخلية واليأس، هما أعظم كل العذابات
لم يكن بإمكاني الجلوس أو الإستلقاء، فليس هناك مكان. لقد وُضعت فيها كأنها حفرة في جدار. وتلك الجدران مرعبة للنظر، طوّقتني من كل جانب. لم أكن أستطيع التنفس. ليس هناك نور، بل ظلام دامس
كنت مرعوبة جداً من تلك الرؤيا – وهذا الرعب ما زلت أشعر به بينما أكتب عنه الآن- على الرغم من أن الرؤيا وقعت قبل ست سنوات، يبرد دفء جسدي الطبيعي من الخوف حتى عندما أفكر فيه…”
تلك هي الرؤيا التي ملأتني بالكرب الأعظم الذي أشعر به على مرأى العدد الكبير من النفوس الضائعة، وخاصة من اللوثريين – لأنهم كانوا مرة أعضاء في الكنيسة بالمعمودية – وأعطتني (الرؤيا) الرغبة العارمة لخلاص النفوس. بالتأكيد، أومن انني مستعدة من أجل خلاص نفس واحدة من تلك العذابات، ان أحتمل الموت عن طيب خاطر عدة مرات
3- القديسة فوستين “مكان العذابات الرهيب”
أنا الأخت فوستين، زرت بأمر الله، لجج الجحيم كي أستطيع أن أخبر عنه النفوس، وأشهد لوجوده..
قادني اليوم ملاك إلى هاوية الجحيم، حيث العذاب هو فظيع، فيا لهول ﺇتّساعه وامتداده.
أمّا أنواع العذابات التي رأيت فهي:
- العذاب الاوّل الذي يكوّن الجحيم هو فقدان الله.
- الثاني هو عذاب الضمير الدائم.
- الثالث هو ثبات تلك الحالة التي لا تتبدّل.
- العذاب الرابع هو النار التي تلجّ النفس دون أن تدمّرها.
- الخامس هو ظلمة لا تتنتهي، ورائحة مخيفة خانقة، ورغم الظلمة فانّ الشياطين والنفوس الهالكة ترى بعضها البعض كما ترى شرّ الآخرين وشرّها.
- السادس هو رفقة الشياطين الدائمة.
- العذاب السابع هو يأس مريع، حقد على الله، كلمات باطلة، لعنات وتجديف.
تلك هي العذابات التي تتحمّلها النفوس الهالكة ولكن ليست هذه كلّها، هناك عذابات مخصّصة إلى نفوس معيّنة هي عذابات الحواس.
تتحمّل كلّ نفس عذابات مخيفة لا توصف تتعلّق بالطريقة التي ارتكبت فيها الخطيئة.
هناك خنادق الام حيث نزاع الموت يتنوع ، لو لا قدرة الله التي قوتني، لكنت أموت لرؤية هذه العذابات. فليعلم الخاطىء أنّه سيتعذّب مدى الأبديّة في حواسه التي استعملها لارتكاب الخطيئة.
أكتب هذا نزولا عن طلب الله حتى لا تجد ، حتى لا تجد نفس أي عذر، فتقول أنه لا يوجد جحيم أو أنه لم يقصد أحد ذاك المكان. لذا لا نستطيع أن نصفه. و ما كتبته ليس إلا ظلا شاحبا مما رأيت. إنما لاحظت شيئا ، و هو أن أكثرية النفوس هناك هي التي لم تؤمن بأنه يوجد جحيم.
بعد أن رجعت ، كدت لا استطيع وعيي من كثرة الخوف. كم هو أليم عذاب النفوس هناك. و بالتالي رحت أصلي بحرارة أكثر، لأجل إرتداد النفوس. و أطلب دائما الي الله الرحمة لهم.
يا يسوع ، أفضل أن أبقى في نزاع مميت حتى نهاية العالم، و في وسط أشد الألام، من أن أغيظك يخطيئة صغيرة.
Ещё видео!