من أبشع أدوات القمع السياسي التي تستعملها الأنظمة التسلّطية في العالم العربي إزهاق الأرواحِ البريئة بدون وجه حق.
فهي تمارس القتل الممنهج خارج نطاق القضاء ضد المعارضين السياسيين بعدّة طرق منها الإعدام المباشر للأفراد، والمذابح التي تطال المجموعات البشرية، والموت البطيء للمعتقلين بحرمانهم من العناية الصحية.
إنّ الشرائع السماوية والإسلام على وجه الخصوص تحرّم انتهاك النفس البشرية ظلمًا وعدوانًا.
يقول الله عزّ وجلّ: ﴿مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا﴾.
وقال رسول الله ﷺ في خُطْبتِهِ يوْم النَّحر بِمنىً في حجَّةِ الودَاعِ: {إنَّ دِماءَكُم، وأمْوالَكم وأعْراضَكُم حرامٌ عَلَيْكُم كَحُرْمة يومِكُم هَذَا، في شهرِكُمْ هَذَا، في بلَدِكُم هَذَا، ألا هَلْ بلَّغْت}.
وقال عليه الصلاة والسلام: {لو أن أهل السماء وأهل الارض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار}.
القتل خارج نطاق القانون تحرّمه الدساتير الوطنية وهو جريمة من منظور القانون الدولي لحقوق الإنسان.
تنصّ المادة 3 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنّ "لكل فرد الحق في الحياة والحرية وفي الأمان على شخصه."
وتنصّ المادة 5 من الميثاق العربي لحقوق الإنسان الذي اعتمدته جامعة الدول العربية على أنّ "الحق في الحياة حق ملازم لكل شخص، و "يحمي القانون هذا الحق، ولا يجوز حرمان أحد من حياته تعسفا."
كما تنصّ المادة 2 من إعلان القاهرة حول حقوق الإنسان في الإسلام الذي تمّت إجازته من قبل مجلس وزراء خارجية منظمة التعان الإسلامي، على أنّ "الحياة هبة الله وهي مكفولة لكل إنسان، وعلى الأفراد والمجتمعات والدول حماية هذا الحق من كل اعتداء عليه، ولا يجوز إزهاق روح دون مقتض شرعي."
منذ نشأتها في عام 2004 جعلت الكرامة من أولوياتها التصدّي لانتهاك الحقّ في الحياة عن طريق القتل التعسفي.
وتتعامل الكرامة في هذا الشأن أساسًا مع المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفًا.
في حالة ما إذا كانت لكم علاقة بشخص كان ضحية الإعدام خارج القضاء أو بإجراءات موجزة أو تعسفًا، يمكنكم توثيق الحالة والتواصل معنا لإيصالها إلى المقرر الخاص المعني بهذا الانتهاك الجسيم للحقّ في الحياة، ولنساهم معًا في الحدّ من هذا الوباء الذي ينخر مجتمعاتنا.
Ещё видео!