لا يوجد فينا من لم يطلق العنان يومًا لخيالاته الجامحة ليغوص في القصص والروايات الشعبية، للبحث عن مغامرة قد تنتهي بالعثور على الكنز المدفون منذ سنين، فمن الممكن أن يكون الكنز في كل مكان، ويمكنك العثور عليه في أماكن غريبة؛ كأسواق السلع المستعملة، أو في أحد أحياء البلدة أو في حديقة المنزل، ومن المحتمل أن تجد جوهرة ثمينة مخفية أو ثروة مدفونة أو بقايا قديمة ذات قيمة أثرية أو تاريخية، إلا أنَّ البحث عن الكنوز يتطلب إجراء بعض الأبحاث والدراسات للعثور على موقعة قبل البدء بالحفر، وتدوين الملاحظات التي تخص البحث السابق، وبعد ذلك لا بد من الحفر باستخدام الأدوات الخاصة لذلك للوصول إلى الكنز، فإذا توفرت المعرفة والأدوات والحظ، فمن الممكن أن تجد الكنز الذي تتمناه وتحلم به.
كثيرة هي الأسباب التي تدفعنا للاعتقاد بأن هذه الأساطير والروايات التي تتحدث عن الكنوز حقيقية، فالتجارب السابقة التي خاضها الباحثون عن الكنوز والتي تكللت بالنجاح تدفع الكثير للتمسك بحلمهم واعتقادهم بأنهم سيجدون كنزهم الخاص، ومن المستحيل معرفة فيما إذا كانت أسطورة الكنوز صحيحة، إلا إذا عُثر على الكنز فعليًا، كما أن كثرة القصص والروايات المتداولة بين الناس تولد عند المرء فضولًا ورغبة قوية للبحث عن الكنز، فمن المعتقدات الواسعة الانتشار أن القراصنة واللصوص والخارجين عن القانون اعتادوا دفن كنوزهم وثرواتهم المسروقة في أماكن نائية، وذلك للحفاظ عليها من العبث من أجل العودة إليها فيما بعد، وعادًة ما كانوا يستعينون بخريطة تدلهم على المكان الذي دَفنوا فيه ممتلكاتهم....
