جوله في المتحف العراقي الذي يحتضن اثار بلاد الرافدين مبعث الحضارات ومنطلق الاختراعات
يعتبر المتحف العراقي من أهم المتاحف العالمية، فهو يغطي تاريخا يعود إلى أزيد من 500 ألف عام قبل الميلاد ويحتوي على مجموعات أثرية من حضارة بلاد الرافدين. وتبلغ القطع الأثرية المصنفة حوالي 200 ألف قطعة موزعة بين قاعات العرض والخزانات.
التسمية والتأسيس
أحد أقدم المتاحف في منطقة الشرق الأوسط. ويعرف باسم المتحف الوطني العراقي وباسم المتحف العراقي ومتحف بغداد والمتحف البغدادي. وقد تأسس سنة 1923، وافتتح فعليا لما توسع وكثرت كنوزه الأثرية في 9 نوفمبر/ تشرين الثاني 1966.
من شرق بغداد إلى غربها
كان المتحف عند تأسيسه يقع في السراي القديم ببغداد الشرقية (الرصافة) حيث يشغل حيزا صغيرا في بناية القشلة وتعني مقر الحكم والإدارة في العهد العثماني.
ولما توسعت مقتنياته وتكاثرت عليه القطع الأثرية بفضل عمليات تنقيب علماء الآثار في المواقع الأثرية المختلفة نقل المتحف من مكانه الصغير إلى بناية تقع في شارع المأمون، وهو الشارع الواقع ببغداد الغربية (الكرخ) والممتد بين رأس الجسر القديم بجانب الرصافة وبين شارع الرشيد.
ثم زادت مقتنيات المتحف وضاق مرة أخرى على قطعه الأثرية فنقل إلى بناية جديدة مصممة وفق الطرق العالمية الحديثة لحفظ وعرض الآثار توجد في منطقة الصالحية ببغداد الغربية (الكرخ). وقد وضع تصاميم المبنى الجديد مهندس ألماني وأشرف عليه مهندسون عراقيون وقامت بإنجازه شركة لبنانية بدأت سنة 1957 وانتهت منه سنة 1963.
قاعات العرض
تتكون بناية المتحف البغدادي من طابقين أرضي وعلوي، وقد روعي في توزيع الآثار على قاعات العرض التسلسل الزمني والحضارات المختلفة والمتعاقبة على العراق (حضارات العصور الحجرية وما قبل التاريخ والحضارة السومرية والبابلية والآشورية والكلدانية والساسانية والإسلامية بكل مراحلها).
وفي كل قاعة من القاعات الأساسية البالغة 14 قاعة عدد من خزانات العرض. ويبلغ مجموع خزانات العرض في المتحف بأكمله 451 خزانة.
فيجد الزائر في الطابق العلوي أقدم الآثار مع ترتيب قاعات ذلك الطابق زمنيا وحضاريا وينزل إلى الطابق الأرضي فيجد عصورا أحدث وحضارات متعاقبة وكلما انتقل من قاعة إلى أخرى كانت الآثار أقرب شيئا فشيئا إلى أن يصل إلى الحضارة العربية الإسلامية. الطابق العلوي ويضم خمس قاعات:
في القاعة الأولى والثانية من الطابق العلوي القطع المتعلقة بما قبل التاريخ.
وفي الثالثة والرابعة منه آثار الحقبة السومرية بمختلف مراحلها.
وفي القاعة الخامسة آثار الحقبة الأكادية والبابلية.
أما الطابق الأرضي فبه تسع قاعات:
ففي أولاها تماثيل من العصر الآشوري الجديد.
وفي الثانية تماثيل من العصر الكاشي (دولة بابل الثالثة).
وفي الثالثة بعض آثار العصرين الكاشي والآشوري الحديثين.
وفي الرابعة قطع نمرود العاجية تعود لمدينة كالح إحدى عواصم الآشوريين.
وفي الخامسة آثار العصور الكلدانية.
وفي السادسة آثار الفرثيين خاصة في مدينة الحضر (هترا).
وفي السابعة الآثار الساسانية.
وفي الثامنة والتاسعة توجد الآثار الإسلامية.
إدارات متعاقبة
تعاقبت على المتحف العراقي إدارات عديدة كانت في الأولى أجنبية، وذلك ايام الانتداب البريطاني حين تولت إدارته مستشارة الحاكم المدني البريطاني السيدة دونت جيرترود بيل وذلك سنة 1923.
وبعد وفاتها نهاية سنة 1926 تولى تسيير المتحف البريطاني ر.س كوك من سنة 1926 إلى 1929.
ثم تلاه الألماني جليوس جوردن من سنة 1931 إلى 1934. وبعد ذلك تولى إدارة المتحف المفكر السوري ساطع الحصري من سنة 1934 إلى 1941.
وبعد هذه الفترة تولى إدارة المتحف مديرون عراقيون، من بينهم ناجي الأصيل وقد صدرت في فترته مجلة (سومر) المهتمة بالآثار. وطه باقر وهو المشهور بترجمته لملحمة جلجامش عن نصها الأكادي. ومن آخر من تولوا إدارة المتحف دوني جورج الذي وقع في فترته الغزو الأميركي للعراق واستباحة المتحف وقد استقال وذهب للعيش في الولايات المتحدة ثم السيدة هدى صديق النعيمي المديرة الحالية للمتحف.
المتحف والحروب
ظل المتحف العراقي مفتوحا طوال سنوات الحرب العراقية الإيرانية. إلا أنه أغلق سنة 1990 بعد تعرض بعض البنايات المقابلة له للقصف فأصبح في خطر، وعندئذ نقلت المئات من مقتنياته إلى طابق تحت الأرض.
وقد أدى هذا الإجراء الاحترازي إلى تضرر القطع المخزونة لارتفاع منسوب المياه الجوفية. وفي سنة 2000 أعيد افتتاح المعرض ثم أغلق سنة 2003 قبيل بداية الحرب الأميركية على العراق
الان المتحف مفتوح واوقات الدام من الاحد الى الخميس من الساعة 8ص الى 1 م
Ещё видео!