في البداية، عندما طلب التلميذان من المسيح أن يفعل لهما ما طلبا دون أن يصرحا بطلبهما، يشبه ذلك الأطفال الصغار الذين يطلبون من والديهم الموافقة على ما سيقولونه قبل أن يعلنوا عن طلبهم. هذا التصرف يوضح بعد فكر التلميذين عن فكر المسيح. فقد طلبا أن يجلس أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره في مجده، ولكن المسيح يرد عليهما بشكل غير مباشر، مشيرًا إلى أن الذين سيكونون عن يمينه ويساره في الحقيقة هما لصين على الصليب. وقد قال لهما إنهما لا يعرفان ما يطلبان، وسألهما إذا كان بإمكانهما أن يشربا من الكأس التي سيشربها هو أو أن يُعمدا بالصبغة التي سيُعمد بها، فأجابا بنعم، رغم أنهما لم يفهما المقصود.
المسيح استخدم تشبيهين: الكأس والصبغة. الكأس تمثل الآلام الداخلية، مثلما نشرب كأسًا مرًّا تكون المعاناة من الداخل. أما الصبغة فهي تشير إلى الآلام الخارجية، حيث يتم صبغ الثوب في الصبغة ليغير لونه، كما ترمز إلى المعاناة الجسدية التي تعرض لها المسيح. المسيح عانى آلامًا جسدية خارجية وأخرى نفسية داخلية. عندما اشتكى باقي التلاميذ من طلب التلميذين، أجابهم المسيح بأن ابن الإنسان جاء ليخدم وليس ليُخدم، وليبذل نفسه فدية عن كثيرين.
تعليقي على هذه النقطة أن الوحي اللفظي في الإنجيل دقيق وعظيم. المسيح في إنجيل مرقس، من الأصحاح الأول إلى الأصحاح العاشر، كان يظهر كمن يخدم، أما من الأصحاح 11 إلى الأصحاح 16، فهو يبذل نفسه فدية. وعندما يقول "فدية عن كثيرين" بدلاً من "الجميع"، فإنه يميز بين دور المسيح كفادٍ عن كل البشر في الكفارة ودوره كنائب عن المؤمنين فقط. الكفارة مقدمة للجميع، ولكن النيابة هنا تخص المؤمنين وحدهم، لذلك يستخدم المسيح عبارة "عن كثيرين" ليشير إلى أن فداءه يخص الذين يؤمنون به.
-----------------------------------------------------------
Follow us on:
Facebook Page :[ Ссылка ]
Instagram :[ Ссылка ]
Soundcloud :[ Ссылка ]
Youtube :[ Ссылка ]
Tiktok :[ Ссылка ]
Website :www.kolelketab.com
----------------------------------------------------------------
للينك الحلقة كاملة:
[ Ссылка ]
----------------------------------------------------------------
#كل_الكتاب #الأخ_عياد_ظريف #الأخ_يوسف_رياض #إنجيل_مرقس
#دراسة_إنجيل_مرقس #دراسة_الكتاب #العهد_الجديد #بشارة_مرقس
Ещё видео!