في عام 1964 ترك مندوب المبيعات الأمريكي البالغ من العمر 28 عامًا "روبرت تايلور" عمله في شركة مستحضرات التجميل "جونسون آند جونسون ليؤسس شركته الصغيرة المتخصصة في صناعة الصابون ، التي أطلق عليها اسم "مينيتونكا كوبوريشن"
مستعينًا في ذلك بمدخراته التي لم تتجاوز حينها الثلاثة آلاف دولار
ولكن في المقابل كان مبدعا في تطوير منتجات مستحضرات التجميل والصابون ولهذا كانت الشركات الكبرى تراقب ما يطرح تايلور من منتجات في الأسواق لتقليده وسحب السوق منه
في البداية صنيع منتج جديد يدعى شامبو الفواكه، ورغم نجاحه بمجرد نزوله السوق، إلا أن الشركات الكبيرة نجحت في تقليد المنتج سريعا، مستفيدة من قوتتها التصنيعية والتسويقية والتجارية الواسعة في السيطرة على السوق.
حال تايلور كحال الكثير من رواد الأعمال الذين يقدومون منتجات مبتكرة واستثنائية لكن سريعا ما يتم إزاحتهم من السوق من قبل الشركات الكبيرة بتقليد فكرة المنتج إلا ان تايلور لم يكن ليستسلم ففي عام 1977 لاحظ "تايلور" صعوبة استخدام الصابون الصلب، في امريكا وبالرغم من أن الصابون السائل كان موجود بالفعل لكن لم يكن يتم استخدامه في غسل الأيدي اطلاقا
لتخطر لتايلور فكرة تطوير تركيبة صابون سائل لغسل الأيدي أطلق عليه سوفت سوب عبئه في مضخات وطرح المنتج بكمية قليلة في السوق لقياس درجة قبول المستهلكين للمنتج الجديد
وفي الواقع لاقى المنتج قبول المستهلكين واختفت الكمية من على أرفف المتاجر في فترة قصيرة واتضح أن كثيرًا من الأمريكيين أكثر من أعجبوا بفكرة الصابون السائل المعبأ في زجاجات بمضخات.
لكن تايلور لم يقدم على طرح الصابون السائل في كامل الولايات المتحدة لانه لم ينسَ تجربة شامبو الفواكه الذي قلدته الشركات الكبيرة والتي لا يمكن المنافسة معها مثل "جونسون آند جونسون" و"بروكتر آند جامبل وخشي ان يتكرر الأمر مع منتجه الجديد الصابون السائل ويسحب السوق منه
وفي العام 1980 بدأ "تايلور" في طرح صابونه "سوفت سوب" في كامل أرجاء الولايات المتحدة، ليحقق في غضون فترة قصير نجاحًا منقطع النظير، ففي أقل من 6 أشهر باع "تايلور" صابونًا سائلاً بقيمة 25 مليون دولار، وبحلول نهاية العام الأول وصلت المبيعات إلى 39 مليون دولار.
في هذه اللحظة سارع الكبار والصغار في الصناعة على حد سواء إلى الدخول بسرعة إلى سوق الصابون السائل من أجل مزاحمة "تايلور" الذي يهدد بمنتجه الجديد واحدًا من أهم خطوط الإنتاج لديهم وهو خط الصابون الصلب، ولكن الجميع اصطدم بمفاجأة غير سارة! لا توجد مضخات في السوق!
إذ قبل أن يطرح تايلور منتجه من صابون "سوفت سوب" في السوق، ذهب إلى الشركتين الوحيدتين في الولايات المتحدة اللتين تصنعان المضخات التي توضع على زجاجات الصابون، واشترى منهما كامل إنتاجهما لمدة عامين مقبلين، ودفع لهما 12 مليون دولار مقابل 100 مليون مضخة، بواقع 12 سنتًا للمضخة الواحدة، وفي نفس اللحظة، قام بإطلاق حملة إعلانية بقيمة 8 ملايين دولار.
في أول عامين سيطر "تايلور" وحده تقريبًا على سوق الصابون السائل في الولايات المتحدة، مما ساهم في ارتفاع إيرادات الشركة لتصل إلى 96 مليون دولار في العام الثاني، في حين ارتفع سعر سهمها من 1.25 دولار في عام 1979 إلى 18.25 في عام 1981.
بعد انتهاء العامين، سارعت "بروكتر آند جامبل" لدخول سوق الصابون السائل، ولكن لسوء حظها وحسن حظ "تايلور" فشل منتجها الجديد الذي أصدرته تحت اسم علامة تجارية جديدة، وهو ما أضاع منها عامًا آخر، قبل أن تعيد طرحه مرة أخرى في عام 1983 ولكن هذه المرة تحت اسم علامتها التجارية المرموقة المعروفة باسم "إيفوري".
وإلى يومنا هذا، تُدرس خطة "تايلور" الماكرة في الكثير من كليات إدارة الأعمال حول العالم باعتبارها واحدة من أذكى الخطط التجارية في القرن الماضي.
Ещё видео!