محرم 1442هـ
14 قافلة السبايا في الكوفة بعد كربلاء
كتابة الفاضلة أمجاد عبد العال
ملاحظة : هذا جزء من المحاضرة , لقراءة المحاضرة كاملة من خلال موقعنا : [ Ссылка ]
أول مرحلة من مراحل هذه الرحلة: ركب السبايا. بين قوسين خل أوضح كلمة السبايا هنا. عند بعض المجتمعات، كلمة: سبية، وسبايا، جدا مستهجنة، كما هو الحال في بلاد الشام، ما يقبلون هذه الكلمة عن نساء أهل البيت. ليش؟ لأن السبية عندهم: هي المرأة التي تؤخذ وتنتهك من الناحية الجنسية. كما فعل مثلا الدواعش مع النساء اللاتي أخذنهن. يقولوا: هذولا سبايا، وبالتالي أخذوهم، وانتهكوهم واغتصبوهم من الناحية الجنسية، لذلك يقولون ما يصير، في مثل: بلاد الشام، وهالمناطق هذي، هاللفظ هذا مستهجن عندهم، أن ما يصير نطلق على نساء أهل البيت، أسارى كربلاء، ما يصير نطلق عليهم اسم سبايا.
نقول: لا. هذا ليس صحيحا. السبي: أن تؤخذ المرأة أسيرة. بعد ذلك ماذا يصنع بها، هذا أمر آخر. فيقال لها: سبية، بمجرد أنها أخذت في أثناء المعركة، أو بعد المعركة، يقال لها: سبية، وسبايا. السبايا بعض الأحيان يستعملن للخدمة، وما شابه. وبعض الأحيان يستخدمن لقضية النكاح وما شابه.
بالنسبة إلى أسرى أهل البيت (ع)، ورد في لسان الأخبار التسمية لهن بسبايا، وأسرى، كل هذا وارد. وسبية أيضا ليس فيها ذلك المعنى الخاص الذي يستهجن، يتفرع على هذا، مسألة عادة يسأل عنها وهي: أن الإمام الحسين (ع)، لما ودع نساءه، أخبرهن بالصبر، ولبس الأزر، والاحتساب، وأخبرهن أن الله حاميكن وحافظكن، وأنه سيجعل عاقبة أمركن إلى خير. فالبعض يقول: كيف الإمام الحسين قال: الله حاميكن وحافظكن، والحال: أنه تم سبيهن.
الجواب على ذلك: أن نظر الإمام الحسين (ع)، في قضية النساء، إلى هذا الجانب: أنه لن يتم الاعتداء عليهن. لن يسبين بذلك المعنى السيء الخاص، وإن كن سوف يقيدن ويؤخذن من بلد إلى بلد. وهذا بالفعل ما حصل. ولما أراد بعض الشاميين، أن يؤخذ فاطمة بنت الحسين على رواية، أو بنت علي على رواية أخرى، قال: هب هذه الجارية، تقول: وكنت جارية وضيئة فخسيت أن يفعل ذلك فلذت بعمتي زينب، فقالت: لا والله، ما ذلك لك ولأميرك. ليش؟ لأن سبي المرأة المسلمة من مسلم غير جائز شرعا. من الناحية الشرعية، لا يجوز أن تسبى المرأة المسلمة من قبل رجل مسلم. فإذا أنت مسلم لازم تلتزم بهذا، وإذا ما مسسلم لازم تعترف. ولذلك عندما قال يزيد: بلى، إنه لي، ولو أردت لفعلت، قالت له العقيلة زينب: كلا إلا أن تدين بغير ديننا. إذا أنت تدين بدين آخر غير الإسلام، نعم. أما إذا مسلم، لا يحل لك مثل هذا الأمر. في حالات معينة، ليس منها هذا المورد.
على كل حال، فخرج ركب السبايا والأسارى من كربلاء، يوم الحادي عشر بعد الظهر، وكان يوم سبت، 11 يوم السبت، يوم السبت، 11، سنة 61، بعد الظهر، المفروض أنه بعد صلاة الظهر، خرجو الركب، ركب الأسارى، باتجاه الكوفة، بين الكوفة وبين كربلاء، 80 كيلو متر، سيقطعونها بحدود 5 ساعات أو أكثر أو أقل، ولذلك وصلوا في الليل. فلم يكن القادة العسكريون، كعمر بن سعد، وأشباهه من اللؤماء ما يريدون يدخلون في الليل، إنما يريدون وط النهار، الناس يتجمعون، يحتفلون بهذا النصر، في زعمهم، ويبينون ما صنعوه من فتح كما زعموه. لذلك أخر الدخول إلى اليوم الثاني، يوم الأحد صباحا، بعد ما الناس استيقظت، وأعلن أنه في اليوم العاشر من المحرم يدخل ركب سبايا الحسين (ع)، وتجمعوا الناس من كل مكان. بالفعل بدأ الناس يتقاطرون في الأماكن والطرقات، ويحاولون التفرج. هنا نشير إلى عدة نقاط، واحد من النقاط: أن بعض المؤرخين حاولوا أن يهونوا من المصيبة ومن الإثم الذي ارتكبه أولئك، وهذا سبق في بعض الأماكن أن ذكرنا بأنه تم تغييب النهضة الحسينية عندما شوهت المصادر التي نقل منها المتأخرون. المصادر المتقدمة الحقيقية والأصلية، مثل: مقتل: أبي مخنف الأزدي، ومثل: تاريخ الطبري، وأمثاله، وإنما اعتمد المتأخرون على مثل كتاب: الطبقات لابن سعد، وهذا فيه الكثير من الأشياء غير الحقيقية، وعلى كتاب: الأخبار الطوال لابن قتييبة الدينوري، وهذا أيضا نفس الكلام، مثلا: ابن قتيبة الدينوري: ينقل في كتابه، أنه قال: وأمر بن سعد أن تحمل نساء الحسين في المحامل المستورة على الإبل. المحامل المستورة على الإبل، هذي كان يصنعها مثل الحسين وأبو الفضل العباس في المجيء، باعتبار نساءهم محل كرامة، محل تقدير، الإبل ما تنركب إلا بمحمل، يخلون عليها قتب، لأنه مرتفع هكذا بحسب السنام، بينما الخيل والبغل، ما يحتاج، فقط تضع أي قماشة ويركب عليه الإنسان، ظهره مستو، أما الإبل، فيحتاج إلى قتب، هذا القتب يسوي معادلة بين هذا الجانب وذاك الجانب، وينصبوا عليه عادة قبة وستار، عن الشمس من جهة، وعن النظر من جهة أخرى بالنسبة إلى النساء.
هذا الدينوري يقول: ابن سعد سوا هالشكل. وهذا مخالف لكل ما ذكره المؤرخون حتى من أتباع المدرسة الأخرى، مثل ابن الأثير. ابن الأثير يقول: فاجتازوا بهن على الحسين وأصحابه صرعى، فنحن وصاحت زينب: وامحمداه، صلى عليك ملائكة السماء، وحملن بلا وطاء ولا غطاء. فهذا اللي يسويه مثل ابن قتيبة، أو مثل ابن سعد في الطبقات، الغرض منه: هو تخفيف المصيبة، وتخفيف الشناعة فيها. وسيأتي بعض الأخبار من هذا القبيل أيضا ستذكر فيما بعد.
قبل وصول السبايا والأسار بيوم، كان قد وصل رأس الحسين (ع)، إلى الكوفة، وكان حمله خولى ابن يزيد الأصبحي لعنة الله عليه، وهذا أشبه برجل فيه لوثة، لأنه لما أراد أن يأخذ الرأس قال لعمر بن سعد:
املأ ركابي فضة أو ذهبا إني قتلت السيد المحجبا
قتلت خير الناس أما وأبا فبعض الحاضرين، إذا علمت أنه خير الناس أما وأبا فلم قتلته؟! ليش احتزيت رأسه؟! ليش جايب رأسه؟! هذا نوع من البلاهة والغفلة، أنت إذا أنت تروح إلى مكان آخر، إلى ابن زياد وتقول له هذا الكلام، مو ما راح يثيبك، ربما يعاقبك على هذه الشهادة اللي تشهدها إلى الحسين (ع).
Ещё видео!