■ إذ أنَّه مَن سافر سفراً طويلاً بعيداً يحتاج معه إلى الزَّاد فذهب مِن غير زاد وليس في طريقه ما يجد فيه حاجته، فيقال: أنَّه ألقى بيده إلى التَّهلُكَة، وأن يتقحَّم الإنسان الذنوب ومعصية الله عزَّ وجلَّ ويستمر على ذلك فهو يلقي بيده إلى التهلكة، ومن عرَّض نفسه للأخطار من غير مُوجِب يقال: ألقى بيده إلى التهلكة، وهكذا كل ما يفضي بالإنسان إلى الهَلَكة مِن غير مُوجِب، فإن ذلك يدخل تحت عموم قوله تعالى: { وَلا تُلقوا بِأَيديكُم إِلَى التَّهلُكَةِ } ...
● وعن أسلمَ أبي عمرانَ قال:( غَزونا منَ المدينةِ نريدُ القسطنطينيَّةِ، وعلى الجماعةِ عبدُ الرَّحمنِ بنُ خالدِ بنِ الوليدِ، والرُّومُ مُلصِقو ظُهورِهم بحائطِ المدينةِ، فحملَ رجلٌ على العدوِّ، فقالَ النَّاس: مَه مَه لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ، يلقي بيديْهِ إلى التَّهلُكةِ، فقالَ أبو أيُّوبَ: " إنَّما نزلت هذِهِ الآيةُ فينا معشرَ الأنصارِ لمَّا نصرَ اللَّهُ نبيَّهُ، وأظْهرَ الإسلامَ قلنا: هلمَّ نقيمُ في أموالِنا ونصلحُها "، فأنزلَ اللَّهُ تعالى: { وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بَأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ }، فالإلقاءُ بالأيدي إلى التَّهلُكةِ أن نُقيمَ في أموالِنا ونُصلِحَها وندَعَ الجِهادَ "، قالَ أبو عمرانَ: فلَم يزَل أبو أيُّوبَ يجاهِدُ في سبيلِ اللَّهِ حتَّى دفنَ بالقسطنطينيَّةِ ) ...
■ الجِهادُ في سَبيلِ اللهِ تَعالى له فضلٌ عظيمٌ، وما ترَك قومٌ الجهادَ إلَّا ذَلُّوا، والجهادُ باقٍ إلى يومِ القِيامةِ بكُلِّ أنواعِه، فهو رضي الله عنه لم يَترُكُ الجهادَ حتَّى بعدَ أنْ كَبِرَ في السِّنِّ، "حتَّى دُفِنَ بالقُسطَنطينيَّةِ"، وهو يُقاتِلُ في سَبيلِ اللهِ تعالى، والمقصد مِن قول هذا الصحابي الجليل؛ أنَّكم إذا تركتم النَّفقة في الجهاد قوي عدوكم وكان مِن نتيجة ذلك أن تَسلَّط عليكم وقهركم، وأخذ ما بأيديكم، وقتل مَن قتل منكم وانتهك الأعراض، وفعل فعله فيكم ...
□ التلاوة/ من سورة البقرة ...
□ الصفحة الرسمية على الإنستجرام 👇 :
[ Ссылка ]
○ اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّم عَلَى نَبِينَا مُحَمَّد 🌷🌸 ...
Ещё видео!