[ Ссылка ] youtube.com/@ibn_arabi - -- [ Ссылка ]
--- [ Ссылка ]
----
كتاب الألف وهو كتاب الأحدية
بسم الله الرحمن الرحيم
أحدية حمد الواحد في وحدانيته، وحدانية حمد الأحد في أحديته، فردية حمد الوتر في وتريته، وترية حمد الفرد في فرديته، الله اكبر استدرك الناظر النظر، وقف الخاطر بهذا حين خطر، لاح بالتضمين لا بالتصريح وجود البشر، وحدانية حمد الواحد في إثنينيته، فردية حمد الفرد في زوجيته، وترية حمد الوتر في شفعيته، وبقي حمد الأحد واحدا في أحديته صلى الواحد سبحانه على الإنسان الواحد محمد الخارج بعد الضرب الموقوف على صناعة العدد وهكذا الفرد والوتر ما عدا الأحد فإذن عادت الصلاة عليه لما لم تجد ما تستند إليه وسلم من هذا المقام تسليما.
إخوتي الأمناء الأتقياء الأبرياء سلام الله عليكم ورحمته وبركاته اسمعوا وعوا ولا تذيعوا فتقطعوا، هذا كتاب الألف وهو كتاب الأحدية جاءكم به رسوله الواحد لأحديتكم بأحده جاءكم بها رسولها الواحد لتثنيتكم بوحدها ورسولها الفرد لزوجيتكم بفردها ورسولها الوتر لشفعيتكم بوترها فتأهبوا لقدوم رسلها وتحققوا غايات سبلها والله يمدكم بالتأييد آمين.
اما بعد:فإن الأحدية موطن الأحد عليها حجاب العزة لا يرفع أبدا فلا يراه في أحديته سواه تأبى ذلك.
واعلموا أن الإنسان الذي هو أكمل النسخ وأتم النشآت مخلوق على الوحدانية لا على الأحدية لأن الأحدية لها معنى الغنى على الإطلاق ولا يصح هذا المعنى على الإنسان وهو واحد فالوحدانية لا تقوى قوة الأحدية فكذلك الواحد لا يناهض الأحدية لأن الأحدية ذاتية للذات الهوية والوحدانية اسم لها سَمًّتها بها التثنية ولهذا جاء الأحد في نسب الرب ولم يجيء الواحد وجاءت معه اوصاف التنزيه فقال اليهود، لسيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم:انسب لنا ربك، فأنزل الله تعالى:((قل هو الله أحد)) فجاء بالنّسب ولم يقولوا صف ولا انعت.
ثم أن الأحدية قد أطلقت على كل موجود من انسان وغيره لئلا يطمع فيها الإنسان فقال تعالى: (فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) أشرك المشركون معه الملائكة والنجوم والأناسيّ والشياطين والحيوانات والشجر والجمادات فصارت الأحدية سارية في كل موجود فزال طمع الإنسان من الإختصاص وإنما عمت جميع المخلوقات الأحدية للسريان الإلهي الذي لا يشعر به خلق الا من شاء الله، وهو قوله تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه) وقضاؤه لا سبيل أن يكون في وسع مخلوق أن يرده فهو ماض نافذ فما عبد عابد غيره سبحانه، فإذن الشريك هو الأحد وليس المعبود هو الشخص المنصوب وإنما هو السر المطلوب وهو سر الأحدية وهو مطلوب لا يلحق وإنما يعبد الرب والله تعالى الجامع، ولهذا أشار لأهل الإفهام بقوله تعالى: (ولا يشرك بعبادة ربه أحدا) فإن الأحد لا يقبل الشركة وليست له العبادة وإنما هي للرب فتنبه على توفية مقام الربوبية وإبقاء الأحدية على التنزيه الذي أشرنا إليه فالأحد عزيز منيع الحمى لم يزل في العما لا يصح به تجل أبدا فإن حقيقته تمنع وهو الوجه الذي له السبحات المحرقة فكيف هو فلا تطمعوا يا إخواننا في رفع هذا الحجاب أصلا فإنكم تجهلون وتتعبون ولكن قوُّوا الطمع في نيل الوحدانية فإن فيها نشأتم فإنها المتوجهة على من سواكم وقد ظهرت في جنة عدن وغيرها ثم ثنيت لكم وأضافها إلى الأنا سبحانه.
وقد ذكرنا الأنا والإضافة وما أشبه هذه الضمائر في كتاب الياء المعروف بكتاب الهو فينظر هناك، والواحد لم يثن بغيره أصلا وإنما ظهر العدد والكثرة بتصرفه في مراتب معقولة غير موجودة، فكل ما في الجود واحد ولو لم يكن واحد لم يصح أن تثبت الوحدانية عنده لله سبحانه فإنه ما أثبت لموجده إلا ما هو عليه كما قيل:
وفي كل شيء له آية *** تدل على أنه واحـد
وهذه الآية التي في كل شيء التي تدل على وحدانية الله هي وحدانية الشيء لا أمر آخر وما في الوجود شيء من جمال وغيره وعال وسافل إلا عارفا بوحدانية خالقه فهو واحد ولا بد، ولا تتخيل أن المشرك لا يقول بالواحد بل يقول به لكن من مكان بعيد، ولهذا شقي بالبعد، والمؤمن يقول به من مكان قريب ولهذا سعد بالقرب، وإلا فهذا المشرك قد أثبت وحدانية ذات المعبود وأثبت وحدانية الشريك ثم أعطى لوحدانية الشريك وحدانية حسية وأعطى لوحدانية الحق وحدانية سره كما توجه الوجه للكعبة وتوجه القلب إلى الحق غير أنه لما كان الأمر مشروعا كان قربة، وكما سجدت ذوات الملائكة لآدم واسرارهم لخالقه فكل عبادة قامت عن أمر أثني عليها، وكل عبادة لم تقم عن أمر ذمت ولم يثن عليها لكن قامت على المشيئة التي هي مستوى ذات الأحدية، ولهذا قال الله تعالى:((ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها)) 27 سورة الحديد.
فأثبت أن لها حقا ينبغي أن يراعى ويحفظ وذلك للغيرة الإلهية فإنه لولا سر الألوهية التي تخيلوها في هذا المعبود ما عبدوه أصلا فقام لهم سر الألوهية مقام الأمر لنا، غير أن الحق قرن السعادة بأمر المشيئة وقرن الشقاء بإرادة المشيئة، فما ثم مشرع غير الله، فشرع ينزل على الأسرار من خلف حجاب العقل، نزل به رسول الفكر عن إرادة المشيئة ويسميها الحكماء السياسة، ولهذا تخيلوا أن شرع الأنبياء هكذا يُنَزَّلُ عليهم وهكذا هو أصله وما عرفوا أمر المشيئة.
.......
وقد ذكرنا هذا كله في كتاب الحروف لنا مستوفى فلينظر هناك، وكما أن الواحد لا يتقيد بمرتبة دون غيرها ويخفي عينه أعني اسمه في جميع المراتب كلها كما قدمنا ذكره كذلك الألف لا يتقيد بمرتبة ويخفي اسمه في جميع المراتب فيكون الإسم هناك للباء والجيم والحاء وجميع الحروف , والمعنى للألف، مثل الواحد فلهذا سميناه كتاب الألف وقد نجز الغرض من هذا الكتاب على قدر ما اقتضاه محل المُخاطب به حين سأل. والله اعلم والحمد لله رب العالمين.
Ещё видео!