دقت ساعة الفجرية وغرد الحسون ... إنها السادسة صباحا، موعد بداية يومي في فلسطين هذا الصباح، وفي بعض الأحيان يبدأ قبل ذلك، موعد سأفتقده كثيرا، في رحلة استمرت لـ ٣ سنوات ونيّف بدت وكأنها عمراً بأكمله، تجربة غنية مليئة بالتحديات والعقبات والضحكات والكثير من الشغف والإرادة، تجربة مفصلية وغنية جداً، أودعها اليوم، وكيف لي أن أودع الصباحات التي تنفست أملا وحبا قصص الناس، أحلامهم، آلامهم، أعمالهم، مشاكلهم التي شاركونا إياها هذا الحب الكبير هذا الحب العفوي الصادق الذي كنت ألمسه كلما شاركت في مناسبة او فعالية في البلد او حتى خارجها، ففلسطين هذا الصباح صوت الوطن ومرآته ونافذة العالم إلى فلسطين، فلسطين هذا الصباح ليس مجرد برنامج ولم أكن أنا مقدمة فحسب، فقد كان حاضنة لنا جميعا، وتشاركت فيه العمل في التقديم والإعداد والتنسيق، وتقديم الفقرات المسجلة والمباشرة والزاوياه، وكان وقود العمل دوما والدافع الذي يحركني انتظار الجمهور في الجانب الآخر من الكاميرا، وتعاون ضيوف البرنامج الذين كانوا شركاء معنا في نجاحه.
انتهت رحلتي في فلسطين هذا الصباح وفي تلفزيون فلسطين، والطريق إلى الهدف هو الأجمل دائما، فالصباحات الجميلة لا تنتهي بل تبقى خالدة، شكرا من القلب لكل من صنع صباحاتي في هذه المحطة، شكرا للمشرف العام على الإعلام الرسمي معالي الوزير أحمد عساف على الدعم الدائم، شكرا من القلب لعائلتي الصباحية كلٌ باسمه ومكانه، ولمشرف البرنامج الزميل خميس ماخو، ولكل الزملاء والزميلات في التقديم في الإخراج في التصوير في المونتاج في الصوت في الهندسة في الإضاءة في الكتابة الالكترونية...
اتمنى لكم كل التوفيق
ليس من السهل ابدا أن تترك مكانك الذي اعتدت عليه، أن تتخلى عن روتينك اليومي، وتمضي نحو حياة مختلفة ومجهول جديد
أن تترك أمانك واستقرارك
، كل ذلك يحتاج الكثير من الجرأة إنها كجرأة حبة القمح التي تريد أن تصير حقول سنابل، لكن الحياة مراحل .. تأخدنا في تجارب منوعة وتحديات جديدة... فإلى الحياة بكُلِها
Ещё видео!