🔰 #تحمل_المسؤولية_والاستقلالية_أهم_مؤشرات_الولائية | (المحاضرة2) القسم الخامس
🔻عزّ الإنسان باستقلاليّته؛ استقلاليّته في الفهم وقراءة الأحداث/ ويريد الله أن يصون استقلاليّتنا في قضيّة العبوديّة
🔻 الإخلاص هو أن لا تتأثّر بأيّما شيء وأن تكون مستقلًّا/ لا يعّذبنا الله من فوره لأنّه يريد أن يحفظ استقلاليّتنا
🔹بماذا يكون الإنسان عزيزًا؟ باستقلاليّته. الاستقلاليّة في ماذا؟ الاستقلاليّة في الفهم، الاستقلاليّة في قراءة الأحداث. ولكي يستقلّ المرء في فهمه وقراءته لا ينبغي للرسول(ص) أن يعطي الكثير من الإيضاحات، أو يُكثر من التبليغ، أو يبالغ في توضيح الحقّ، أو يُسرف في الإتيان بالمعاجز.
إنّ لدينا شعورًا بالتبعيّة لله تعالى، وإنّ من واجبنا ترسيخ هذه التبعيّة أيضًا، لكن ثمّة في صلب هذه التبعية استقلاليّة. فلو أراد الله أن يجعلك تبعًا ومطيعًا ومنقادًا له بالمعنى الشائع للكلمة (أي من دون استقلاليّة) لا يصعب عليه ذلك؛ كأن يجعل كلّ شاب يبلغُ سنّ الرشد يشاهد منامًا يرى فيه المحشر والقيامة ويقال له: "هذه الجنّة، وهذه النار! والآن، أسوف تصلّي؟" فيقول: "أجل، فقط قل لي كم ركعة؟" وسيشرع من غده يصلّي صلاة الليل أيضًا، وينتهي الأمر! ليس هذا بعزيز على الله! إذن لماذا لم يفعل هذا؟ لأنه يريد المحافظة على استقلاليّتك في العبادة.
🔹ما هو الفهم الخاطئ المتداول عند العامّة؟ إنّه الفهم الخاطئ لكلمة الطاعة، الفهم الخاطئ لكلمة العبوديّة، الفهم الخاطئ لكلمة التبعيّة. أجل، إنّنا حقًّا تبَعٌ لله تعالى، إنّنا حقًّا عبيد له، إنّ علينا حقًّا أن نعبده، إنّ علينا حقًّا أن نطيعه، لكن أتعلمون ما معنى هذا؟ كل هذا مع حفظ استقلاليّة الإنسان، الاستقلاليّة التي تأتي في خِضَمّ الامتحانات الإلهيّة، حيث يَذَرُك الله وحدك لتتّخذ قرارك بنفسك، حيث يريد الله أن يرى ماذا لديك أنت في جعبتك؟
🔹ليس سلوكك الحسَن هو المهمّ عند الله، المهمّ عنده تعالى هو الباعث لهذا السلوك! ولهذا تراه لا يقبَل إلّا من المخلص؛ ففي الخبر: «إِنَّ اللهَ تَعالى لا يَقبَلُ مِنَ العَمَلِ إِلّا ما كانَ لَهُ خالصًا» (كنز العمال/ 5261)، «عَلَيكَ بِالإخلاصِ فَإِنَّهُ سَبَبُ قَبولِ الأَعمال» (غرر الحكم/ ص444)، «مَن أَشرَكَ مَعي غَيري في عَمَلٍ عَمِلَهُ لَم أَقبَلهُ إِلَّا ما كانَ لي خالِصًا» (الكافي/ ج2/ ص295). فالإخلاص هو أن لا تقع تحت تأثير أيّ شيء وأن تكون مستقلًّا. لكن ماذا لو كنتُ متأثّرًا بالله تعالى؟
🔹أتعرِف كيف يؤثّر الله سبحانه عليك؟ أتعلم بأيّ فاصل كبير يفعل ذلك؟ لماذا لا يعذّبك الله مباشرةً؟ ولماذا لا يشجّعك مباشرةً؟ لأنّه يريد أن يحافظ على استقلاليّتك.
🔹سألني أحدهم ذات مرّة: "في أي موضع من القرآن الكريم ذُكر مفهوم الحرّيّة؟" قلتُ: "ثلث القرآن الكريم على أقلّ تقدير يتحدّث عن الاستقلاليّة والحرّيّة!" قال: "أين؟" قلت: "علامَ كلّ كلامه هذا عن الجنّة والنار؟ يقول الله لك: سأعاقبك فيما بعد، ولربّما عفوتُ عنك! سأنعم عليك فيما بعد... فلماذا يتأخّر أجر الله وعقابه كلّ هذا التأخير؟ لماذا لا ينزل عذابه الآن؟
🔹عادة ما يقال في العلوم التربويّة: "إذا أخطأ الفرد عاقبه ليتنبّه لخطئه...". هذه العلوم لا ترى لاستقلاليّة الإنسان قيمة، لكنّ الله يرى لها هذه القيمة، بل إنه تعالى لا يرينا شيئًا من نار جهنّم، بل ولا يسمح لمن دخلها أن يرجع بهذه البساطة لينبئنا ما القصة هناك!
🔹في بعض البرامج يأتي بعض من خاضوا تجربة مقتَضَبة من الموت ليتحدّث فيقول: "هذا الذي أخبرتكم به يمثّل واحدًا من المليون! لا تظنّوا أنّ هذه كلّ الحكاية...". الله أخفاه. "لكن إلهي، لماذا تخفيه؟ قل بصراحة، أظهره لنا...". يجيب الله: "لو أظهرتُه لك لانثَلَمت استقلاليّتك، فإن توجّهتَ إليَّ بعد ذلك فبسبب تأثير ما رأيتَ، وأنا لا أريد إجبارك، فلو كنتُ أريد إجبارك لما صَعُب عليّ ذلك؛ كنتُ أظهرتُ لك كلّ شيء في يقظتك هذه، لكنني أحفظ عزّتك واستقلاليّتك".
👤#سماحة #الشيخ #بناهيان
🚩طهران ــ كلية الإمام علي(ع) الحربية ــ موكب "ميثاق با شهدا" (العهد مع الشهداء)
🗓01/ محرم/14يوم جميل ب رضا الرحمن🤲
صباحكم_سعاده_ورضا 🌸
Ещё видео!