المرجع و المفكر الاسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس| فقه المرأة محاولة لعرض رؤية أخرى 9
ولسوف يعطيك ربك فترضى، أعلى مقام وصل إليه خاتم الأنبياء والمرسلين
إنا أعطيناك الكوثر
من أوضح مصاديق الكوثر لا أقول أن الكوثر يعني اسم الزهراء سلام الله عليها أبداً أبداً ليس هذا مقصودي، مقصودي من أوضح مصاديق الكوثر الذي أعطيه رسول الله هو نسله الطاهر في سيدة نساء العالمين بقرينة أن الآية مرتبطة بالنسل، إن شانئك هو الابتر، واضح نزوله مرتبطة ماذا؟ فالله سبحانه وتعالى في مجتمع كانت الثقافة فيه أن البنت إذا ولدت لإنسان كان شرفاً أم كان عاراً، من سوء ما بُشّر به فكان يدسها في التراب بل يقتلها حتى يتخلص من عارها، الله سبحانه وتعالى أبى إلا أن يجعل نسل خاتم الأنبياء لا يكون إلا من أنثى لا من ذكر، وأي عظمة أعظم من هذا في مقام الأنثى؟ تقول لي سيدنا هذه مختصة بفاطمة من قال لك هذا؟ نعم سيدتهم فاطمة ولكنه هذا يريد أن يبين لنا عظمة الأنثى عظمة المرأة وإلا الله سبحانه وتعالى كان بإمكانه أن يجعل نسل خاتم الأنبياء والمرسلين من الذكر، كما هي القاعدة العامة، ولكن أبى الله وأبت حكمته إلا أن يبين عظمة الأنثى وعظمة المرأة وعظمة النساء من خلال انه لم يجعل نسله صلى الله عليه وآله إلا من فاطمة، ولهذا تجدون الفخر الرازي عندما يصل إلى هذه الآية المباركة عنده بحث قيّم في ذيل هذه الآية يقول:
الكوثر أولاده صلى الله عليه وآله قالوا لان هذه السورة إنما نزلت رداً على من عابه بعدم الأولاد فالمعنى انه يعطيه نسلاً يبقون على مر الزمان فانظر كم قتل من أهل البيت ثم العالم ممتلئ منهم ولم يبق من بني أمية في الدنيا أحد يعبأ به ثم انظر كم كان فيهم من الأكابر من العلماء كالباقر والصادق والكاظم والرضا عليهم السلام والنفس الزكية وأمثالها، قلت لكم أبى الله إلا أن يجعل نسل خاتم الأنبياء إلى قيام الساعة ممن أعزائي؟ من الذكر أم من الاثنى؟ لا لا تقول من فاطمة لان من تروح فاطمة تروح للاستثناء أنا ما أريد أقول أن هذا استثناء بل هو ماذا؟ بل هو لبيان عظمة موقع ماذا؟ موقع المرأة والأنثى في منظومة المعارف الدينية، تقول سيدنا من أين تقول هذا، هذه قضية في واقعة هذه مختصة قضية شخصية لا يمكن أن يقاس عليها ماذا؟ غيرها هذا هو التدبر القرآني، القرآن الكريم أشار إلى القاعدة الكلية في مكان آخر ولكنه لان فهمنا فهم العلماء وفهم الثقافة وفهم البيئة فسّرنا الآية بما ينسجم مع ثقافتنا وهذا إن شاء الله بعد ذلك سيأتي انه كيف أكثر كلمات علماء، علماء المسلمين فهم ذكوري من القرآن الكريم والروايات هذا بحثه إن شاء الله سيأتي.
تعالوا معنا إلى سورة آل عمران في سورة آل عمران أعزائي الآية 35 و36 قالت (إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّراً فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) (سورة آل عمران: 35) (فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى) أي ابتلاء هذا، هذه أي ثقافة؟ ثقافة أفضلية الذكر أم أفضلية الأنثى وهي بنت بيئتها أم مريم، وأم مريم بلي من النساء كذا ولكنها بنت ماذا؟ بنت بيئتها فتحسرت وحزنت الآن هناك الجاهلية كانوا يحزنون أنها من سوء ما بشّر به ولكن هنا ماذا؟ لأنه الثقافة نفس الثقافة ولكنه باختلاف الدرجات (قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ) توجد الآن جملتان معترضتان بين قوله وضعتها انثى وبين قوله وإني هذا ضمير إني إلى من يعود؟ هذه الجملة والله اعلم بما وضعت وليس الذكر كالانثى هذا كلام من؟ هنا اختلاف شديد بين المفسرين انه هذا المقطع الأول والمقطع الثاني كلام أم مريم تريد أن تقول أنت اعلم بما وضعت لأنه اخبرته أني وضعتها انثى الآن سوء الأدب سيدي وأنت اعلم ماذا؟ والله اعلم بما وضعت إلى آخره بعض قال المقطع الأول من الله والمقطع الثاني من أم مريم بعض قال مقطعان من أم مريم بعض قال لا كلا هذين المقطعين جملة معترضة من الله وأنا مع هذا القول الثالث لان الآية بعد أن وجد أن أم مريم تحسرت لان هذا المقول خصوصاً قوله وليس الذكر كالأنثى إذا كان المقول أم مريم المفروض القضية تصير معكوسة إني وضعتها أنثى وليست الأنثى ماذا؟ لأنها ماذا تريد ذكراً حتى يخدم فالآن تحسرت وحزنت فلا معنى لان تقول وليس الذكر كالأنثى لابد أن تقول وليست الأنثى كالذكر لأني وضعتها أنثى ولهذا بعضهم يقول انه عندما أعطاها الله أنثى فقدت توازنها الفكري فبدل من أن تقول وليس الأنثى كالذكر قالت وليس الذكر كالأنثى، هذه قرينة على أن هذا مقول أم مريم سؤال منطقي الآية إذا كان مقول أم مريم لابد أن تقول ماذا؟ وليست الأنثى كالذكر هذه قرينة على أن هذا مقول أم مريم أم ليس قولها؟ ليس قولها الله اعترض هنا على من على أم مريم قال أين تذهبين ما لك كيف تحكمين أنتِ كنت تريدين ذكر ومن قال لكِ أن الذكر قيمته عند الله كالأنثى بل الأنثى أعظم من الذكر بمراتب فلمَ أنت متحسرة أنت مشتبهة متوهمة أن الأنثى ماذا؟ أقل من الذكر بل أن الأنثى أعظم ماذا؟ أعظم من الذكر ولهذا القرآن ماذا يقول؟ يقول وليس الذكر ماذا؟ كالأنثى.
وأنت إذا ترجع إلى النصوص الروائية يقولون أن البركة التي توجد في الأنثى لا توجد في الذكر اقرأوا الروايات ولكن لان منطق العلماء منطق ذكوري هذه الروايات كلها صارت على جانب وإنما وضعوا يدهم على روايات شر كلها عقرب، حية، أدوات الشيطان، احابيل الشيطان تجد هذه الثقافة الذكورية بين العلماء ومنها انتقلت إلى إسلام ماذا؟ إلى ثقافة المسلمين، ولهذا تجد القرآن الكريم هذه الآية أوّلاً تكلفات عجيبة غريبة
