خلال استقبال رسمي واسع لقداسة البابا فرنسيس... رئيس الجمهورية: رغم عواصف العنف حافظ العراقيون على تعايشهم، مسيحيو العراق وكل الشرق أهل هذه الأرض وملحها، وهجرتهم خسارة كبيرة
استقبل رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح برفقة السيدة الأولى سرباغ صالح الحبر الأعظم قداسة بابا الفاتيكان، البابا فرنسيس، اليوم الجمعة 5 آذار 2021 في قصر بغداد الرئاسي، حيث جرت مراسم استقبال رسمية، أعقبتها جلسة محادثات ثنائية بين السيد الرئيس وقداسته، تناولت العلاقات المشتركة بين العراق والفاتيكان، والتأكيد على أهمية الزيارة وما تمثله من رمزية كبيرة لكل أطياف ومكونات الشعب العراقي.
وقال الرئيس برهم صالح، في حفل استقبال واسع لقداسته، حضره رئيسا مجلسي الوزراء والنواب مصطفى الكاظمي ومحمد الحلبوسي ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي فائق الزيدان ورئيس المحكمة الاتحادية مدحت المحمود وكبار المسؤولين ورؤساء الطوائف العراقية والدبلوماسيين العاملين في البلاد، وجمع من الفنانين والأدباء وشيوخ العشائر والفعاليات الاجتماعية والشبابية، "إنها سعادة عظيمة أن يكون قداسة البابا في العراق بلاد وادي الرافدين، في بغداد، ومدينة أور موطن أبو الأنبياء إبراهيم (عليه السلام)، وفي النجف والموصل وأربيل وقرقوش".
وأشاد السيد الرئيس بالدور الذي يقوم به قداسة البابا في دعم الحوار والتعايش، مؤكداً على البعد التاريخي والديني والإنساني المهم لهذه الزيارة، وحرص قداسته على العراق ومتابعته للمآسي التي عاشها العراقيون جراء الحروب والعنف.
وأضاف رئيس الجمهورية، أن العالم اليوم يعيش في زمن استقطابات وتقاطعات، وتفقد أجزاء واسعة منه، وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط، قابليات التعدد والتنوع والقبول بالرأي الآخر، ويغذي هذا المسار الإرهاب والتحريض على العنف وخطاب الكراهية، وهو ما يهدد مستقبل الجميع، مشدداً على ضرورة مواصلة العمل لمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، وترسيخ التعايش الذي أضحى مطلباً ملّحاً للغاية في العالم اليوم.
وأشار الدكتور برهم صالح، إلى أن أمام العراق تحديات جسام تتمثل في إصلاح بنيوي لمنظومة الحكم، وتوفير فرص العمل للشباب، ومنع البلد أن يكون ساحة للصراعات، والعمل على أن يكون ساحة للتوافق والتواصل بين دول المنطقة، وأن يكون مستقلاً ذا سيادة كاملة غيرَ منقوصة، وركناً أساسياً من أركان منظومة إقليمية قائمة على أساس احترام السيادة والتكامل الاقتصادي، منوهاً إلى أن موارد العراق وموقعه الجغرافي يؤهله لان يكون محطة أمن واستقرار وسلام.
ولفت رئيس الجمهورية إلى أن مسيحيي الشرق هم أهل هذه الأرض وملحها، وتعرضوا لأزمات مختلفة دفعت بهم إلى الهجرة، محذّرا من أن استمرار هجرتهم من بلدان المنطقة ستكون له عواقب وخيمة على التعددية والتسامح، وقدرة شعوب المنطقة في العيشِ المشترك، ولا يمكن تصور الشرق بلا المسيحيين، داعيا الى عودة المهجرين والمغتربين بشكل طوعي وبلا إكراه، على أن يجري العمل لضمان استقرار المنطقة وازدهارها الاقتصادي.
ودعا الرئيس صالح بمناسبة زيارة قداسة البابا، إلى متابعة مبادرة لتأسيس "بيت إبراهيم للحوار الديني" يضم مندوبين من الفاتيكان والنجفِ والأزهر والزيتونة والمراكز الدينية الكبرى في العالم، من أجل الحوار والتلاقي ودعم التواصل الإنساني، لتعزيز الأمن والسلام والتعايش.
من جانبه عبّر قداسة البابا فرنسيس في كلمته خلال حفل الاستقبال عن سعادته لزيارة العراق، ووجه شكره لرئيس الجمهورية برهم صالح على دعوته لزيارة العراق، داعياً المجتمع الدولي أن يقوم بدور حاسم في تعزيز السلام في العراق وكل المنطقة، منوهاً إلى أن وجود المسيحيين العريق في العراق وإسهاماتهم في حياة البلد يشكّل إرثا غنيا.
و في ما يلي نص كلمة رئيس الجمهورية الدكتور برهم صالح:
Ещё видео!