المرجع والمفكر الإسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس: تعارض الأدلة 166
الكليني قدس الله نفسه في مقدمة الكافي فعبارته جد واضحة، في الجزء الأوّل صفحة 16 يقول: وقلت انك تحب أن يكون عندك كتابٌ كافٍ يُجمع فيه من جميع فنون علم الدين، إذن الكتاب فقه اصغر أو اصغر واكبر؟ كل فنون علم الدين عقائد، فقه، أخلاق، ما يكتفي به المتعلم ويرجع إليه المسترشد ويأخذ منه من يريد علم الدين والعمل، هل كتاب الكافي كتاب حديث أو كتاب فتوى؟ المشهور الآن بيننا كتاب حديث، الجواب كلا وألف كلا، ما يعتقده الكليني وضعه في الكافي، وهذه يصرح بها الشيخ الأنصاري ويصرح بها جملة من الأعلام، يقولون: إذا أردتم أن تتعرفوا على آرائه في العقائد وفتاواه في الفقه فانظروا إلى عناوين الأبواب هذه العناوين هي آرائه والفتاوى، لا يقول لنا قائل والله نقل روايات تحريف القرآن وهو غير معتقد بها لا أبداً وهكذا في أبواب أخرى، وإلّا لو كان يريد أن يجمع فقط كتاب حديث، كان لابد أن يكتب لنا مو فد بحار يكتب لنا خمسة بحار لان الكتب الحديثية الموجودة بيده أضعاف ما كان موجود بيد العلامة المجلسي، لماذا انتخب هذه الروايات؟ تقول في الباب الواحد ينقل روايات متعارضة، الجواب: لأن مبناه إذا تعارضت هو التخيير؛ لأنه تم عنده دليل على صدور هذه الرواية وما يعارضه فينقلها إليك يقول أنت مخير بعمل بهذه أو بهذه، عندما أقول معرفة الكتب مع الأسف الشديد الطالب يبقى خمسين سنة في الحوزات العلمية ولا يعرف هذه الكتب ما هو منهجها ما هو طريقتها، الكليني قدس الله نفسه إذا نقل عشرة روايات في باب واحد اطمئنوا أنّه نظّم الروايات على صحة الأسانيد، كلما كانت الرواية أصح سنداً جعلها قبلها فكلما أخرها فهي أضعف من سابقتها، إذا وجدت في الباب يجعل رواية أولى إذن اصح روايات عنده هذه الرواية وهذا نفس المنهج الذي اعتمده البخاري، تقول لي أخذها من البخاري أقول بيني وبين الله ما ادري، نفس المنهج المعتمد عند الشيخ البخاري وهو انه بحسب التسلسل تحفظ قوة الأسانيد، إلى أن تصل إلى روايات ينقلها لا سند لها أو ينقل بعض كلمات الأعلام بعنوان الشاهد لما تقدم من الروايات، فهي ليست أدلة، وإنما شواهد لصحة ما تقدم، ولهذا في العام الماضي ذكرت وقلت أن البخاري ليس كل رواية واردة في البخاري صحيحة لا كثير من الروايات الواردة في البخاري بعنوان الشواهد لا يدعون صحتها، ولهذا شهادة الكليني يقول: ويأخذ منه من يريد علم الدين يقول هذا كتاب حديث؟ لا من قال لك أن هذا كتاب حديث إذا كان كتاب حديث يمكن أن يأخذ منه علم الدين؟ هذا لابد أن يعطى للمتخصص، والعمل به بالآثار الصحيحة عن الصادقين عليهم السلام، إذن هو يكتب بالكتاب، ويشهد أن كلما ورد فيه فهي آثار صحيحة
Ещё видео!