أنتج مركز العمل التنموي/معا مؤخرا، بالشراكة مع مؤسسة "هينريش بل" الألمانية، فيلما وثائقيا جديدا ومثيرا يكشف كيفية استخدام الاحتلال الإسرائيلي ذريعة "المحميات الطبيعية" والأحراج كأداة لنهب الأراضي واقتلاع أصحابها الفلسطينيين منها وضمها إلى ما يسمى "سلطة الطبيعة" أو "أحراج إسرائيل"، أو تأجيرها لما يسمى "مجلس الاستيطان الأعلى" الذي يبادر إلى اقتلاع الأشجار وبناء الوحدات الاستيطانية.
ويبين الفيلم كيف حافظ الفلاحون الفلسطينيون، عبر التقاليد المتوارثة منذ مئات السنين، على التوازن الطبيعي الحساس بين النشاط الهادف إلى صيانة الطبيعة، وبين زراعاتهم التقليدية المتوارثة في كنف تلك الطبيعة التي يدعي الاحتلال بأن الفلسطينيين ينفذون أعمالا "تضر" بها.
ويوضح الفيلم المفارقة الصارخة المتمثلة في تجاهل الاحتلال كونه المخرب الأساسي للمحميات الطبيعية التي يزعم بأنه يهدف إلى صيانتها؛ تلك المحميات التي تحوي أراض خصبة وتنوعا حيويا غنيا؛ وذلك من خلال توسعه المعماري الاستيطاني عميقا في قلب تلك "المحميات". كما أن مستعمراته وجدرانه الكولونيالية وتدريباته العسكرية دمرت وجرفت ونهبت عشرات آلاف الدونمات من أراضي تلك المحميات المزروعة والخصبة؛ علاوة على تدميره مساحات واسعة من الغطاء الأخضر واقتلاعه وسرقته آلاف الأشجار المثمرة واجتثاثه مجموعة هائلة من النباتات البرية النادرة، وتهديده التنوع الحيوي في مختلف أنحاء الضفة الغربية.
كما يبرز الفيلم الذي يعتبر علامة فارقة في مكتبة الأفلام البيئية الفلسطينية، البنية الطبيعية الساحرة لبعض أهم وأبرز المواقع والمحميات الطبيعية الفلسطينية، مثل محميات العمرة ووادي قانا وأم صفا وراس العوجا، والتي كانت تحوي تركيزا هاما من الينابيع، ومساحات كبيرة من الأحراج والغطاء النباتي الطبيعي النادر الذي انكمش وجوده كثيرا في مناطق أخرى بفلسطين. وتعاني جميع هذه المواقع والمحميات من العدوان الاستعماري المدمر، والإمعان في سرقة أراضيها وتهويدها واجتثاث المزارعين الفلسطينيين منها وحرمانهم من فلاحتها.
Ещё видео!