باب ما جاء في البول
أيها الإخوة والأخوات، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ومرحبًا بحضراتكم إلى درسٍ جديدٍ من دروس "المنتقى من أخبار المصطفى ما ﷺجاء في البول قائمًا:
- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ بَالَ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ، مَا كَانَ يَبُولُ إلَّا جَالِسًا. رَوَاهُ الْخَمْسَةُ إلَّا أَبَا دَاوُد، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: هُوَ أَحْسَنُ شَيْءٍ فِي هَذَا الْبَابِ وَأَصَحُّ.
- وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ أَنْ يَبُولَ الرَّجُلُ قَائِمًا. رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ.
- وَعَنْ حُذَيْفَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ انْتَهَى إلَى سُبَاطَةِ قَوْمٍ فَبَالَ قَائِمًا، فَتَنَحَّيْتُ، فَقَالَ: ادْنُهْ، فَدَنَوْتُ حَتَّى قُمْتُ عِنْدَ عَقِبَيْهِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ.
الشيخ: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومَن اهتدى بهداه.
أما بعد: فهذه الأحاديث الثلاثة تتعلق بالبول قائمًا:
في حديث عائشة رضي الله عنها الدلالة على أنه كان يبول جالسًا عليه الصلاة والسلام، وما كان يبول قائمًا.
وفي حديث حُذيفة الدلالة على أنه قد يبول قائمًا في بعض الأحيان إذا دعت الحاجةُ إلى ذلك.
والجمع بينهما أنَّ عائشة إنما اطلعت على ما كان يفعل في بيته، وكان في بيته يبول جالسًا؛ لأنه ليس هناك حاجة إلى القيام، وقولها: "مَن حدَّثكم أنه بال قائمًا فلا تُصدقوه" هذا من اجتهادها، والصواب أنَّ مَن حدَّث بأنه بال قائمًا يُقبل منه؛ لأنه مُثْبِتٌ، والمثبت مُقدَّم على النَّافي؛ ولأنَّ الرجال أعلم بأحوال النبي ﷺ في خارج البيت، أعلم بأحواله في السفر، وفي خارج البيت، وحُذيفة من أفضل الصحابة، وقد شهد على الرسول أنه بال قائمًا لما أتى سباطة قومٍ، فدلَّ ذلك على أنه لا حرجَ في ذلك، والبول جالسًا أفضل، لكن إذا دعت الحاجةُ إلى ذلك: إما لوجعٍ، أو لأنَّ المكان لا يُناسب فيه الجلوس، أو لعجلةٍ، أو لأسبابٍ أخرى فلا بأس.
Ещё видео!