💢 *[فإننا نرى نغمة جديدة عند كثير من الناس إما إفراط أو تفريط، ما نقبل إفراط ولا تفريط]*💢
قال شيخنا العلاّمة المحدّث يحيى بن علي الحجوري حفظه الله ورعاه وسددنا وإياه:
*والحاصل: إن الطريق الذي سرتم عليه والذي أنتم عليه طريق رشد وهدى، طريق خير والله، طريق فيها بركة، طريق فيها سعادة في الدنيا والآخرة إن شاء الله، ﴿مَن عَمِلَ صالِحًا مِن ذَكَرٍ أَو أُنثى وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلَنُحيِيَنَّهُ حَياةً طَيِّبَةً وَلَنَجزِيَنَّهُم أَجرَهُم بِأَحسَنِ ما كانوا يَعمَلونَ﴾[النحل: ٩٧].*
*وإياك والمزخرفين لك يعني إن هؤلاء عندهم وعندهم وأن الآخرين عندهم وعندهم من الدنيا وهؤلاء فقراء وهؤلاء عندهم غلو أبد، الذي يقول لك إن هذا السير عنده غلو أو فيه غلو ما أراد لك الخير، الغلو نحن نبغضه من قلوبنا، نحن نعتبره كبيرة من كبائر الذنوب، كيف يرضى به إنسان يتقي الله! ما يجوز.*
*الغلو مهلك ومع ذلك نحاربه كما نحارب الزنا كما نحارب السكر كما نحارب القتل بغير حق، هكذا بقدر استطاعنا، بشر نصيب ونخطئ، لكن ما نريد الغلو في ديننا ولا في دعوتنا ونبرأ إلى الله منه ونعوذ بالله منه، فما عندنا غلو أبدا ولا نراه والله، ولو رأيناه لسارعنا في إنكاره، فكم قد أنكرنا على من رأينا فيهم شيء من ذلك، ولعلكم تعرفونهم بأسمائهم وأعيانهم.*
*ومع ذلك ما ندري إلا ويقول في الدعوة غلو، أين الغلو يا أخي! نحن نشكوا إلى الله من ضعفنا، نشكوا إلى الله، نحتاج أن نتمسك ونثبت، والله في أشياء نضعف في إقامتها مما كان عليه السلف، نسأل الله أن يعفو عنا.*
*وإذا وجد غلو نعم يُنكر على صاحبه كما تنكر جميع المعاصي، لكن والله نرى خيراً، نرى سدادا، نرى توفيقا بفضل الله سبحانه وتعالى، نرى سنة ونرى تآخيا ونرى دعوة جميلة زكية نقية، ونرى تميزا، ونرى بعدا عن الدنيا وعن زخارفها وعن مطامعها، وإن وجد بعض ضعفاء النفوس وراحوا أبدل الله بخير منهم، ونرى شيئا يسر ولا يضر، فيما نحسب والله حسيب الجميع، فلا يلعب بك الشيطان يا أخي الصومالي يا أخي اليمني يا أخي سائر [من] أصقاع الدنيا.*
*لا يلعب بك الشيطان بارك الله فيك ويضيع عليك وتنقض غزلك أنكاثا، كما قال الله عز وجل: ﴿وَلا تَكونوا كَالَّتي نَقَضَت غَزلَها مِن بَعدِ قُوَّةٍ﴾[النحل: ٩٢]، قوتك في هذا الخير، أنت نشأت منه وتخرجت منه، واستفدته، ورفعك الله به، والله ما رفعك الله بجمعية، ولا رفعك بعداوة، وقلب ظهر المجن على المنهج الذي سرتَ عليه، ولا رفعك كما يزين لك الشيطان أن تصير وسطيا، كما يقول أنا وسطي، أنت وسطي من قبل، وإلا كنت غالي، الآن الزمن كله عشرات السنين وأنت على غلو ما أنكرتَ على نفسك، وترضى بالباطل لنفسك أن تكون على غلو، ثم بعد ذلك في خلال أيام وإذا بك تقول أنا وسطي أنا معتدل بغير برهان ولا حجة ترمي بها الصلحاء الأخيار العباد الساجدين الراكعين الدعاة إلى الله عز وجل وغير ذلك، هذا ظلم والله.*
*والذين رموا هذه الدعوة بالغلو أو بالحدادية ضاعوا وفتنوا وتمزقت دعواتهم وحصل فيهم فتنة عارمة بسبب الظلم، الظلم ظلمات يوم القيامة، فأنا أنصح نفسي وإخواني بقول الله: ﴿وَكَذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطًا﴾[البقرة: ١٤٣]، قال: عدلا خيارا، ما هو وسط منزلة بين المنزلتين، كأنك من أحفاد المعتزلة، لا، ولكن أمة وسط عدل خيار، العدل الخيار ﴿وَالسّابِقونَ الأَوَّلونَ مِنَ المُهاجِرينَ وَالأَنصارِ وَالَّذينَ اتَّبَعوهُم بِإِحسانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنهُم وَرَضوا عَنهُ وَأَعَدَّ لَهُم جَنّاتٍ تَجري تَحتَهَا الأَنهارُ خالِدينَ فيها أَبَدًا ذلِكَ الفَوزُ العَظيمُ﴾[التوبة: ١٠٠]، خذ هذا الكتاب والسنة والمنهج السلفي، ونسدد ونقارب، "سَدِّدُوا، وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ، وَشَيْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ، وَالْقَصْدَ الْقَصْدَ تَبْلُغُوا"، فإننا نرى نغمة جديدة عند كثير من الناس إما إفراط أو تفريط، ما نقبل إفراط ولا تفريط، ونسأل الله أن يعصمنا منهما، لا هذا ولا هذا، ونسدد ونقارب، ونتعاون، ألا يسعنا أن تكون دعوة أهل السنة في العالم واحدة على كتاب وسنة ومنهج سلف صالح رضوان الله عليهم مع التآخي، مع التعاون، مع التناصر، مع التواصي، مع كذلك أسباب قوتها المرضية الشرعية وأن لا نكون أمعة للغير وللإستخبارات وللجهالات وللمغرضين ولكذلك الجاهلين الذي لم يأخذ معرفة بالدعوة أو أخذها بشهوة دنيوية لا قصد إرادة رب العالمين.* أنتهى.
فرغها:
#ابن_الشابرة
Ещё видео!