شوفنا في الحلقات اللي فاتت امثلة من البلاد الناجحة و الفاشلة.. و شوفنا ازاي فيه علاقة بين شكل المؤسسات و نجاح أو فشل الدول. شوفنا ازاي بلاد زي بريطانيا و امريكا و كوريا الجنوبية وصلوا للتقدم و الرفاه ده بسبب القفزة الاقتصادية اللي حصلت أثناء الثورة الصناعية.. اللي مكنتش هتحصل لولا التغيير جذري في المؤسسات السياسية.. من مؤسسات استحواذية ديكتاتورية.. لنظم حكم ديمقراطي شاملة.. متوزعة السلطة فيه على قطاع كبير من الشعب.. وده كان السبب في خلق مؤسسات اقتصادية شاملة بتتيح الفرصة و الحافز للشعب انه يمارس النشاط اللي هو عايزه و تحمي حقوقه .. و بتسمح بالفوضى الخلاقة اللي هي اساس التقدم التكنولوجي والنمو الاقتصادي المستدام. وفي المقابل البلاد اللي عندها مؤسسات استحواذية بتقع في دوامة احتكار السلطة و الثروة في ايد نخبة صغيرة.. وزي ما شوفنا المؤسسات الاستحواذية ممكن تعمل نمو اقتصادي و لكن مبيكونش مستدام و بيقف.. و ده طبعا غير ان المستفيدين منه بيكون غالبا النخبة.. و غالبية الشعب مش بيحس به. وشوفنا مثال الاتحاد السوفيتي اللي كان من بره قوة عظمى و عمل معدلات نمو اقتصادية قوية جدا لكام سنة ولكن العجلة وقفت و انهار بسرعة جدا بسبب المؤسسات الاستحواذية. وشوفنا ازاي انه عكس ما هو متصور ان الديكتاتورية والاستبداد و القمع يعني امن و امان.. فالدول اللي حكمها استحواذي بتكون اكثر عرضة للانهيار و الحروب الأهلية. ولو دورنا على اي دولة حصل فيها حروب أهلية في افريقيا او امريكا الجنوبية هتلاقي الحكم فيها كان في الغالب ديكتاتوري استحواذي قبل ما تنهار او تخش في دوامة الحروب الاهلية و الانقلابات. وشوفنا ان الفروقات الضخمة بين الدول دلوقتي مكنتش من الاف السنين و لكن الحقيقة هي ظهرت و تراكمت في ال 200 300 سنة اللي فاتوا. في الحلقة دي هنشوف شكل المؤسسات السياسية والاقتصادية في مصر في التاريخ الحديث عشان نشوف جذور الفشل و بدل ما كل شوية حد يعايرنا ان احنا فقرا اوي .. اهو نحاول نلاقي اجابه للسؤال اللي المفروض يتسأل وهو "احنا اصلا ليه فقرا اوي"؟ واهو يمكن لما نعرف الإجابة منكررش نفس أخطاء ال200 سنة اللي فاتوا و نقعد مستنيين السمنة من بطن النملة او نقعد نحلب الثور في محاولة مننا لتكرار نفس الفشل.. و نقعد ندور في حلقة مفرغة من الفشل والفقر اللي مبتنتهيش.

للدعم على Patreon :
[ Ссылка ]

الصفحة الرسمية لاحمد بحيري علي الفيسبوك
[ Ссылка ]
الصفحة الرسمية علي تويتر
[ Ссылка ]
اشترك في القناة لمتابعة الحلقات الجديدة
[ Ссылка ]

المصادر:
- كتاب كل رجال الباشا - خالد فهمي
- كتاب الاتجاه السياسي لمصر في عهد محمد علي - هنري دودويل
- كتاب عصر محمد علي - عبدالرحمن الرافعي
- كتاب الحركة الوطنية في مصر 1918-1952 - رؤوف عباس

свернуть