الجمعة السابعة مساء بتوقيت دمشق \21 حزيران 2024\عرض اللقاء الثاني
مع الأديبة حسيبة عبد الرحمن
(معتقلة سياسية سابقة لانتمائها لحزب العمل الشيوعي في سورية)
تحية تقدير للصبايا بالصورة (والسلام لأرواح من غادرنا)
تستكمل الصديقة حسيبة في هذا اللقاء سرد تجربتها الطويلة، فتبدأ بتصحيح صغير عن مشاركة الصديق راشد صطوف بالنوروز؛ وكيف تحول بيتنا للوحة سوريالية جمعت كل الأصناف، مثلا تجد رفيقنا جمال سعيد يلعب طاولة الزهر مع والدي (الذي لا يقرب السياسة!) ويراقب اللعبة شخص من سرايا الدفاع؛ وعن والدها الذي ذهب مرة الى محمد ناصيف ليحصل لها على زيارة، وكيف ردد على مسامعه سؤاله الاستنكاري مرات عدة: بنتك رابطة عمل شيوعي؟!
أعتقلت عن طريق مخبر تقول حسيبة وبهوية مزورة، مما جعلها تؤلف رواية كاملة عن أهلها المفترضين وعليها
تذكّر كل شيء عنهم! وتشرح عندما تم اكتشاف أمري، أنقلب التعامل معي وبدأ التنكيل بي على مدى أيام..
وعن تنقلها من فرع لآخر ومن سجن قطنا الى سجن دوما، رحلة طويلة فيها الكثير من الأحداث والمواقف..
تقول حسيبة، بيوم من الأيام اجى والدي زيارة ع الفرع، وكالعادة صار يبكي (الزيارة خمس دقائق!) وأنا ما بدي اظهر ضعيفة قدامه..لكن لما رجعت ع المنفردة شعرت بالسعادة، رجعت طفلة تمسك بيد والدها وهما يذهبان لاحتفالات العيد، وهي بلباس العيد مع أكلات طيبة..(صور مجدولة بنياط القلب ولا أوجع، قل أيضا ولا أجمل!)
بدأت أتعرف على مصطلحات السجن، "القروانة" لتوزيع الطعام، و"التأمين" لإدخال السجينات الى الغرف\المهاجع.
قبل مجيء رفيقاتنا (بحملة اعتقالات 1987) عطيت دروس محو أمية تقول حسيبة..(يومها أتت عزة البحرة وصورت خطي، لأنه ممنوع تصويري)..
في لمحة تعبرعن شخصية حسيبة تقول، باحدى الزيارات أتى مدير السجن يريد ارغامي على دخول المهجع، بعد جدال ودفش ضربني، فقمت أنا كمان ضربته! تصرف غير متوقع من الطرفين..شعرت بأنه تصرف يمس بكرامتي. كما أعلنا لاحقا الاضراب وطالبنا بفتح الزيارة، وتضامن معنا قسم من الاسلاميات..لكن الأمن لم يبالِ بنا أو بمطالبنا!
وتروي الكثير من تفاصيل الاعتقال، عن نشاطهن، عن اعادتها الى فرع التحقيق العسكري ومعاقبتها وتعذيبها، عن جدالها مع المحقق عاطف نجيب، عن ولادة سمية وماريا في السجن، لتختم بالاشارة لحجم معاناة الأمهات اللواتي لديهن أطفال خارج المعتقل، كونها من أكثر الحالات الإنسانية ألماً: أن تكبر الطفلة دون أن تضفر لها والدتها جدائلها، دون مراقبة تطور أحرفها وكلماتها!
الى أن أتى الافراج في 26 تشرين الثاني 1991 على أن تكمل سرد تجربتها باللقاء القادم.. شكرا لاهتمامكم
Ещё видео!