انتقام الحجاج بن يوسف الثقفي من جنود عبدالله بن الزبير
هو أبو محمد الحجاج كليب بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن ثقيف، ويرجع نسبه إلى نزار بن مَعَد بن عدنان، وأمه هي الفارعة بنت همام بن عروة بن مسعوج الثقفي.
ولد في مدينة الطائف بمنازل أهل ثقيف فسماه أبوه كُليب لكنه لم يكن راضياً عن ذلك الاسم فسمى نفسه الحجاج، نشأ الحجاج بن يوسف الثقفي في بيت علمٍ وأهل دين فكان أبوه معلم صبيان و ورث الحجاج تلك المهنة عن أبيه فكان يعلم الصبيان القرآن والفقة والحديث.
وكان الحجاج من أبلغ الناس وأحسنهم حفظاً للقرآن وإتقاناً للغة العربية، ولكنه لم يكن راضياً عن عمله كمعلم للصبيان، وكانت الطائف في تلك الأيام بين ولاية أمير المؤمنين عبد الله بن الزبير، وبين ولاية الأمويين وأميرهم عبد الملك بن مروان، لكن أتباع عبد الله بن الزبير قد تَجَبَّروا على أهل الطائف وشهدوا منهم الكثير من الذل والمهانة.
وفي يوم من الأيام قام بعض جنود عبد الله بن الزبير بصفع الحجاج بن يوسف الثقفي على وجهه فقرر بعدها ترك مهنة تعليم الصبيان والانطلاق إلى الشام حاضرة الخلافة الأموية المشتتة التي تركها مروان بن عبد الحكم ممزقة بين المتحاربين.
وكانت الشام هي بداية طموح الحجاج السياسي رغم المسافة الطويلة بينها وبين الطائف إلا أن الحجاج وصل إليها والتحق بشرطة الإمارة الأموية، وقد كانت الشرطة في تلك الأيام سيئة الحال فالناس تنفر من التجند بالشرطة إضافة استخفاف أفراد الشرطة بالنظام.
لكن الحجاج كان شديد الحماسة دائم الطاعة لأولياء الأمر، واستطاع في وقتٍ قصير أن يصبح نائب رئيس الشرطة روح بن زِنباع الذي قربه إليه ورقاه فوق باقي الجنود فأخذهم الحجاج بالشدة، ورفع راية العقاب لأدنى الأسباب فكانت له الطاعة والقوامة على الجنود، فلمَّا رأى روح بن زنباع عزيمة الحجاج القوية قدمه إلى الخليفة عبد الملك بن مروان الذي جمع شتات الدولة الأموية وحماها من السقوط وأنشأها من جديد.
Ещё видео!