تعتبر الهبات والتبرعات الداخلية والخارجية إحدى المصادر البديلة لتمويل الميزانية المحلية ويمكن أن تكون هذه المصادر ذات مساهمة معتبرة في موارد الجماعات المحلية باعتبار تعددها وطبيعتها وصبغتها المجددة.
فعلى سبيل المثال يعتبر التعاون الدولي مصدرا بالغ الأهمية في تمويل ميزانيات عدد من البلديات الإفريقية وتتسم بعض المصادر في هذا المجال بالوفرة على غرار الموارد المخصصة لتمويل التغيرات المناخية خاصة مع تنامي الإلتزامات المحمولة على الدول المتقدمة للتخفيف من وطأة هذه الظواهر على كل دول العالم وخاصة النامية منها.
كما تمثل التبرعات الداخلية مصدرا واعدا للتمويل خاصة في المشاريع المعتمدة على الشراكة ومساهمة المواطنين. ولا تعتبر هذه الموارد حديثة العهد في النظام المالي المحلي في تونس باعتبار وجودها منذ تأسيس النظام البلدي. حيث تعتبر مثلا مساهمة الأجوار المالكين من أقدم الموارد المحلية (لأمر المؤرخ في 31 جانفي 1887 المتعلق بمساهمة المالكين الأجوار).
ولطالما مثل التصرف في هذه الموارد وأحكام استعمالها مشغلا مهما لدى صانعي القرار المحلي تبعا لطبيعتها وخصوصية إجراءاتها وضرورة التعامل معها وفق مبادئ الشفافية والمساءلة. ونظمت مجلة الجماعات المحلية هذا المجال من خلال الفصل 138 منها والذي نص على إمكانية الاستفادة من هذه الموارد المالية من خلال احداث الحسابات الخاصة. وصدر في نفس الإطار المنشور عدد 12 بتاريخ 18 ماي 2020 حول فتح الحسابات الخاصة بميزانية البلديات والذي بين الطرق العملية لتجسيد هده الالية ولكن بقي استعمال هذه الالية لدى البلديات التونسية دون المستوى المأمول.
تتطرق الحلقة الحوارية إلى المحاور التالية:
• بيان أهمية هذه المصادر الجديدة في تمويل الميزانيات خاصة مع ما تعرفه مصادر التمويل التقليدية من إشباع واشكاليات في التحصيل منذ عدة سنوات.
• التعريف بخصوصية هذه الموارد والمبادئ التي تنظم استعمالها
• توضيح الطرق العملية في تطبيق تقنية الحسابات الخاصة لتحصيل هذا الموارد وأبرز المحاذير
• تقديم بعض الممارسات الجيدة في المجال قصد نشرها
Ещё видео!