اعتبر الأمين العام ل"حزب الله "السيد حسن نصرالله في مهرجان "شهادة وانتصار" أن "من دماء كل الشهداء في لبنان تحققت إنجازات كبرى منها تحرير لبنان على مراحل وتحرير الأسرى، واستعادة الدولة والسلم الأهلي في لبنان، وتحرير المياه الاقليمية والمنطقة الاقتصادية وقطاع النفط والغاز.
وأضاف: "إننا نواجه ظروفا صعبة وتحديات كبرى فنعود إليهم، وهم الذين تحركوا في ظروف صعبة حيث وقف قادتنا الشهداء وقالوا كلمتهم بجرأة وصراحة ولم ييأسوا وكانت خياراتهم توصف بالجنون ولكن لم يملوا ولم يضعفوا. قادتنا الشهداء تمسكوا بخيار المقاومة رغم كل الصعوبات والخذلان والطعن في الظهر".
ورأى أن "لبنان دخل منذ العام 2019 في استهداف جديد من أجل إعادة لبنان الى السيطرة الأميركية، والرئيس الاميركي باراك أوباما القى محاضرة في إحدى الجامعات الاميركية في 2022/4/21 يشرح فيها كيف يتم السيطرة على الدول. أوباما يقول "نحتاج فقط الى إفساد الراي العام لبلد ما بالرسائل العشوائية وطرح أسئلة كافية وزرع ونشر ما يكفي من الشائعات وفكرة المؤامرات". نحن أمام هذا التحدي والذي تأتي فيه أدوات سياسية وإعلامية واقتصادية وفي مقدمها سعر الدولار الذي يتأثر به كل شيء، والفساد والخلل والأخطاء في الإدارة والتقصير في تحمل المسؤوليات يتم استغلالها من قبل الادارة الاميركية".
وأردف: "أمام هذا التحدي عندما نعود الى السيد عباس والشيخ راغب وموقفه الثابت والحاج عماد مغنية الروح التي تقاتل، علينا أن نتحمل المسؤولية ونتعاون ونسقط مشروع الفوضى والهيمنة والعبث بعقول شعبنا وشعوب المنطقة للسيطرة على هذه البلدان".
وقال: "أهم حدث في منطقتنا خلال الأسبوعين الأخيرين هو الزلزال الذي حدث في سوريا وتركيا، نجدد التعازي للقيادتين السورية والتركية والشعبين السوري والتركي ولعائلات الضحايا المفجوعة. نحن أمام مأساة عظيمة وما حصل هو اختبار لإنسانية كل شخص وجهة ودولة وجمعية. أمام هذه المشاهد المؤلمة الناس الطبيعيون يتصرفون بإنسانية ويضعون الصراعات السياسية جانبا وتصبح الأولوية هي المسارعة إلى انقاذ من هم تحت الانقاض".
واعتبر أن "الأولوية هي لاحتضان الناجين واستخراج جثامين الضحايا من تحت الانقاض وإعادتهم الى عائلاتهم. كل من شاهد ولم يتألم ويعتصر قلبه ألما، عليه ان يراجع إنسانيته ومستواه الأخلاقي وضميره. في هذا الامتحان سقطت مجددا الإدارة الأميركية وكشفت عن وجهها وحقيقتها المتوحشة".
وتابع: "كنا نتطلع أن يتعاطى العالم بمساواة وعدالة مع سوريا كما فعل مع تركيا، شهدنا بوضوح كيف تصرف المجتمع الدولي والكثير من الدول والإعلام في العالم تجاه الضحايا على الأراضي التركية وتجاه الضحايا على الأراضي السورية، وهذا سقوط إنساني مروع. الإدارة الأميركية تركت الناس يموتون في الأيام الاولى للزلزال من خلال عقوباتها على سوريا، وصبرت الادارة الأميركية 9 أيام حتى أقدمت على القيام بإستثناء محدود لسوريا فيما خص قانون قيصر".
ورأى نصرالله أنه "تم التعامل بتمييز وازدواجية على صعد مختلفة في التعامل مع تداعيات الزلزال في تركيا وسوريا. نحن نعبر عن حزننا وألمنا لما اصاب اخواننا السوريين والاتراك، ونتوجه بالشكر الى كل الدول العربية والصديقة التي قدمت المساعدة الى سوريا، أشكر من لبى دعوة حزب الله لتقديم المساعدات إلى سوريا والقافلة الاولى وصلت إلى اللاذقية وهناك قافلات أخرى ستصل تباعا".
وتابع: "أمام هول الزلزال والهزة، في تلك الثواني القليلة شعر كل واحد منا بضعفه وعجزه، وكنا جميعا بين يدي رحمة الله تعالى والجميع تساوى وهذا يجب ان ينبهنا الى حقيقتنا وانفسنا. يؤسفني أن أقول انه اصبح هناك تحد جديد امام لبنان، وهو احتمال حدوث زلزال بحسب توقعات الخبراء. كل العلماء يقولون بعدم إمكانية تحديد موعد الزلزال أو قوته".
وأكد أن "الحكومة معنية بوضع خطة إنقاذ تجاه الزلزال حتى لو كانت حكومة تصريف أعمال. هل الدولة اللبنانية ووزاراتها مؤهلة لإنقاذ الناس من تحت الانقاض أو لإيواء من سيتم تشريدهم، ولهذا النوع من التحدي؟ يستطيع لبنان بالرغم من الامكانيات المتواضعة وضع خطة للتقليل من الخسائر البشرية، أدعو إلى خطة كاملة وشاملة، يجب أن تبادر الدولة والبلديات لحل موضوع الأبنية المتصدعة، ومن ضمن الخطوات الأولى الواجب دراستها من قبل الدولة هو ترميم الأبنية المتصدعة، المباني في مدينة طرابلس شمال لبنان كانت أول من خطر ببالي بعد الهزة التي ضربت لبنان".
واعتبر أن "ما قامت به الدولة اللبنانية تجاه الدولة السورية امر مهم جدا ومشكورة الدولة والحكومة عليه. الخطوات اللبنانية الرسمية تجاه سوريا كانت ممتازة وما تردد عن ضغط من حزب الله هو "حكي فاضي"، المطلوب أن يستمر لبنان في جهده حيال سوريا ليكون جزءا من الجهد العربي في كسر الحصار على سوريا، فالمستفيد الأول من كسر الحصار على سوريا هو لبنان".
ورأى نصرالله أن "الوضع في كيان العدو هو غير مسبوق على المستوى الداخلي والبيئة الاستراتيجية. الحكومة الحمقاء الحالية تدفع الأمور إلى صدامين كبيرين الأول داخلي إسرائيلي والثاني فلسطيني، وقد يمتد في المنطقة. لأول مرة في الكيان الصهيوني نسمع الحديث من رئيس الكيان ورؤساء ووزراء سابقين ووزراء حرب سابقين، جميعهم يتحدثون عن حرب أهلية وسفك للدماء وقرب الإنفجار ويتحدثون عن الهجرة المعاكسة. رئيس كيان الاحتلال نفسه أقر بمخاوفه من انفجار وشيك داخلي وانهيار الكيان، وهناك حديث عن قرب انهيار الكيان قبل بلوغه عمر الثمانين عاما، هناك قلق على الوجود".
وأردف: "الصدام الثاني هو المواجهة في الداخل الفلسطيني لا سيما عند الحديث عن الجيل الشاب. نحن أمام مقاومة وانتفاضة فلسطينية حقيقية، وأهمية العمليات الفردية أنها محتضنة من قبل الشعب الفلسطيني. حكومة العدو الحمقاء قد تدفع باتجاه التصعيد في كل المنطقة وهذا امر وارد سيما اذا تم المس بالمسجد الاقصى".
Ещё видео!