رجال أعمال، مؤسسات مالية، ومصارف أوروبية وغربية حقّقت أرباحاً على حساب اللبنانيين، تُمنع عنها المُحاسبة.
الملفّ القضائي الأساسي الذي يجري فيه التحقيق مع رياض سلامة يتعلّق بشركة «فوري» الوهمية التي تولّت تنفيذ نهب الأموال بين عامَي 2001 و2015 وقد تمكّنا بفضلها من كسب أكثر من 330 مليون دولار.
الأموال المُشتبه باختلاسها من مصرف لبنان، جرى تبييضها في مصارف أوروبية ولبنانية، كما ذُكر في كتاب النيابة العامة التمييزية السويسرية الذي أُرسل إلى لبنان سنة 2020.
يعني ذلك أنّ حاكم البنك المركزي اللبناني وشقيقه رجا ومُساعدته ماريان الحويّك وجميع المُتورطين معهم في هذه القضية، قد استعانوا بشُركاء أوروبيين وغربيين لمُساعدتهم في تنفيذ «الجريمة».
هؤلاء الشركاء تحميهم سُلطات بلادهم من الملاحقة القضائية، ورغم أنّ القضاء اللبناني تحدّث سابقاً عن الادعاء عليهم، إلا أنّه لم يُقدم على هذه الخطوة بعد.
فمن هي هذه المؤسسات المالية والمصارف التي ساعدت آل سلامة على تهريب الأموال؟
20 مليون دولار هي قيمة المبالغ التي كانت تحصل عليها شركة «فوري» سنوياً طيلة 14 عاماً، لقاء ما قيل إنّها خدمات مالية قامت بها لمصلحة المصارف التجارية ومصرف لبنان.
هذه المبالغ كانت تُحوّل من لبنان إلى حسابات رجا سلامة لدى المصارف الأجنبية، ثمّ يُعاد إرسالها إلى مصرف لبنان، قبل أن تُحوّل مرة ثالثة إلى مصارف تجارية.
وكان رياض سلامة أيضاً يُحوّل من حساباته في مصرف لبنان إلى مصارف في سويسرا ولوكسمبورغ وبريطانيا وفرنسا وليختنشتاين.
المصارف هي:
EFG
UBS
BNP باريبا في لوكسمبورغ حيث حساب شركة BR 209 invest لرياض سلامة وتمتلك عقارات في لوكسمبورغ وبلجيكا وبريطانيا
مصرف Julius Baer
VP Bank
مصرف HSBC الخاص في جنيف
HSBC INTERNATIONAL TRUSTEE LIMITED المُسجّل في الجُزر البريطانية
المصرفان الأخيران يضمان حسابات لشركة «فوري».
لم تكن المصارف مُجرّد مُتلّقٍ لأموال آل سلامة، بل شريكةً لهم أيضاً.
مثالٌ على ذلك مصرف يوليوس باير أحد مؤسّسي شركة Crossbridge في بريطانيا مع ندي سلامة، ويُشتبه في كونها أيضاً ملاذاً آخر لآل سلامة لتهريب الأموال.
تضمّ Crossbridge في تركيبتها الإدارية المصارف التالية:
بنك عودة سويسرا
يوليوس باير
مصرف Valletta مالطا
Barclays wealth لإدارة الثروات
فتح مصرف يوليوس باير سنة 2006 حساباً مصرفياً باسم رياض سلامة، وسنة 2008 فتح حساباً باسم شركة Westlake، التي تلقّت من شركة «فوري» بين عامَي 2008 و2012 أكثر من 7 مليون دولار.
أما أحد أكبر المتواطئين مع رياض سلامة، فيُعدّ المصرف المركزي الفرنسي، الذي لعب دور وسيط رئيسي لنقل أموال رياض سلامة من حساباته في مصرف لبنان إلى حساباته لدى المصارف الأوروبية.
فأخذ المصرف المركزي الفرنسية على عاتقه تأكيد أنّ الأموال التي يُرسلها سلامة شرعية!
حين يُرسل أي فرد دولاراً واحداً إلى حسابات مصرفية أو يتلقى دولاراً واحداً، يُطلب منه تعبئة استمارة ليُبرّر مصدر هذه الأموال والغاية من تحويلها أو تلقيها.
المصارف الأوروبية والمصرف المركزي الفرنسي غطّت لسنوات طويلة عملية تهريب وتبييض أموال عامة لمصلحة رياض سلامة.
لكنها حتى اليوم لا تزال بمنأى عن أي تحقيق قضائي.
Ещё видео!