المرجع والمفكر الإسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس| تعارض الأدلة 65
رأتم مراراً وتكراراً أن الأحكام الظاهرية كلها حجة حتى لو كانت مخالفة للأحكام الواقعية. حتى مع العلم بمخالفة الواقع فإن الحكم الظاهري يبقى ماذا؟ تقول يعقل, أقول يعقل وصرحوا به الأصوليون في كل كتبهم, قالوا أن الحكم الظاهري يبقى حجةً حتى مع العلم بمخالفته للواقع, كيف؟ أنا صليت بأصالة الطهارة أو بالوضوء, وبعد ذلك شككت, أصالة الصحة ماذا تقول؟ صلاتك ماذا؟ ولكن يقولون لك اغتسل للصلاة القادمة, في النتيجة إما بلا وضوء كنت أو مع الوضوء, فإذا مع الوضوء فالصلاة القادمة ما تحتاج, أو بلا وضوء فالصلاة الأولى باطلة, يقول لا, هذه أحكام الواقع نحن مسؤولين عن ماذا؟ عن الظاهر. مثال أوضح: شخص جاء وأقر على نفسه بالسرقة ولكن أقر مرة واحدة وبينة لا توجد, يؤخذ منه المال أو لا يؤخذ؟ يقول أنا سرقت من فلان مائة درهم, قاعدة الإقرار ماذا تقول؟ (إقرار العقلاء على أنفسهم نافذ) طيب تقصون أصابعه أو ما تقصون؟ لم يقصها أحد لماذا؟ يقول لأنه نحتاج إلى إقرارين, تقول له في النتيجة إما هذا سارق إذن كما يؤخذ منه لابد أن تقطع يده, أو ليس بسارق كما لا تقطع لابد أن لا يدفع المال, يقول لا هذه أحكام الواقع نحن نتكلم في أحكام الظاهر.
إذن لا محذور, ما هو المحذور أنت تأخذ بأحكام الطهارة وأنا أخذ بأحكام النجاسة, تقول لي في النتيجة حكم الله الواقعي واحد إما طاهر أو نجس؟ الجواب: تلك أحكام الله الواقعية, نحن نتكلم في الأحكام الظاهرية.
إذن, هذه الإشكالات فقط يخوفون الناس وإلا هذه كلها قد أجابوا عنها في محله, وأنا ما أريد أن أدخل في هذه التفاصيل وأجيبها واحدة واحدة.
Ещё видео!