لا يمكننا الخروج من حالة السلم إلا بالدخول إلى حالة الحرب، ولا يمكن مغادرة الحرب إلا بالاتفاق على شروط السلم.
ارتبطت الحرب لدى اليونان القدماء بالعديد من المفاهيم، أولها مفهوم البطولة. لا يختلف اثنان بأن الحرب كلها قذرة لما تحدثه من أضرار وخيمة مادية وبشرية كبيرة، لكنها في الكثير من الأحيان قد تكون حاجة ملحة من أجل الدفاع عن الأوطان وردع الاعتداء عليها بغض النظر عن طبيعة الحرب أو الأهداف التي يضعها القادة العسكريون وصناع القرار من أجل شنها.
من القضايا التي حَفَلَ بها الشعر العربي: ما يتعلق بشؤون «الحرب»، وما يَسبقها من أسبابٍ ومقدماتٍ، وما تنتهي إليه من مصائرَ ونهايات؛
يَعرف الأدباء دورهم جيداً – وهم لسان حال أمتهم – في إنارة دروبها التي فيها تسير، وصدِّ محاولات إشعال الحروب التي لا ينتُج عنها خير ولا فضيلة، فالحرب (العدوانية) - لا ريب - مذمومة في طبيعة البشر (الأسوياء)، فلا يُعقل أن يرغب إنسانٌ في سفك دمٍ بغير حقه، والتعرض للأشلاء والدماء والخراب والدمار التي تُخلّفها الحرب، وغالباً ما لا يُدرَك هذا الأثر إلا بعد أن تضع الحرب أوزارها؛ فيغْتمّ القوم من كِلا الطرفين المتنازعَين، ويتمنون لو استَقبلوا من أمرهم ما استَدبروا: لجنحوا لصوت العقل والحكمة وغلّبوا السلامَ والأمان على الأسنَّة والرماح، وقد اصطلوا بنارها، فالحرب، كما يقول الراعي النميري مُحذِّراً:
الباغي الحَرْب يَسْعَى نحْوَها تَرِعا
حتى إِذا ذاقَ منها جاحمًا بَرَدا
#أحمد_فاخوري #الحرب #الادب_العربي
Ещё видео!