المرجع و المفكر الاسلامي
آية الله السيد كمال الحيدري
عنوان الدرس| بحوث في طهارة الإنسان (46)
بالامس قلنا يوجد مانع واحد من الاستدلال وهو قوله (اذا آتيتموهن اجورهن) بقرينة الاية 24 من سورة النساء ان المراد من النكاح او والمحصنات يعني النكاح المنقطع لقوله تعالى (فمن استمتعتم به فاتهن اجورهن فريضة) يقال بأنه اساساً ما جاء الاجر فالاجر ينصرف الى العقد المنقطع الى المتعة فمن استمتعتم بهن لا سوى من ذلك هذا الكلام بحث قرآني وليس بحث روائي هذا البحث توجد قرينتان على خلاف هذا.
القرينة الاولى في نفس هذه الاية الداخلية، القرينة الثانية خارجية يعني من الايات القرآنية عندما اقول خارجية مقصودنا من الايات الاخرى لان بحثنا بحث قرآني وليس بحثاً روائياً اما القرينة الداخلية فهو ان الاية المباركة قالت والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم اذا آتيتموهن اجوهرن وهذا قيد اذا آتيتموهن اجورهن كما يشمل المحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم يشمل والمحصنات من المؤمنات ولم يقل احد بأن الآية دالة على جواز العقد المنقطع من المحصنات من المؤمنات اذن لو كنا نحن والاية فان القيد يرجع الى الامرين المتقدمين يعني المحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين اوتوا الكتاب من قبلكم ولذا كل الذين وقفوا عند هذه الاية قالوا ان هذا القيد راجع اليهما معاً لا الى خصوصه ولم يقل احد والمحصنات من المؤمنات يراد منه العقد المنقطع.
ولذا صاحب الجواهر في المجلد 30 صفحة 39 يقول بأنه ودعوى ظهور الآية في المتعة بقرينة الاجور باعتبار ذكر الاجر فيها الظاهر في عوضها يعني في عوض المتعة دون الدائم في الدائم لا يعبر الاجر وانما يعبر المهر يعبر الصداق يبر الصدُق، آتيتموهن صدُقات النحلة وهذا هو الفرق بين الصَدُق بالفتح وصدُقَ بالضم فإن عوضه يسمى بالمهر والصداق ونحوهما يدفعها هذه الدعوى مدفوعة مع انه لا دلال منع اختصاص لفظ الاجر في ذلك الى آخر يبين بأنه اساساً الاية لا اشكال ولا شبهة على ان الاية قد اشتملت على المحصنات من المؤمنات والمحصنات من اهل الكتاب ولا ريب في عدم اختصاص المؤمنات بالتمتع بل شامل التمتع والدائم هذه القرينة الداخلية في الاية قد يقول قائل لا، اساساً هذا القيد اذا اتيتموهن اجورهن هذا القيد يرجع الى المحصنات من الذين اوتوا الكتاب فقط هذا القيد لا يرجع الى ما قبله لماذا؟ لانه اذا ذكر امران ثم بعد الامرين ذكر قيد فهل يرجع الى الامرين معاً او يرجع الى المتأخر منهما؟
الجواب: لا يمكن ان يكون راجعاً لماذا؟ لانه عندما قالت الآية اذا اتيتموهن اجورهن ذكرت قيود اخرى ثلاثة على القطع واليقين شاملة لهما وهو ان تكون محصنين غير مسافحين ولا متخذي اخذان بالنسبة اليهم جميعاً هذه ليس مختصة فقط بالنسبة الى هذه وانما شاملة الى الاول والثاني هذه ما يتعلق بالقرينة الداخلية اما القرينة الخارجية نأتي الى القرآن الكريم، في القرآن الكريم مورد استمعتموهن بهن اجورهن الاستمتاع والمتعة ذكر فيها الاجر فهل هذا دليل على ان الاجر مختص او ليس دليل على ذلك؟ الجواب ليس دليلاً بأي قرينة؟ بالقرائن التالية:
القرينة الاولى: الآية 25 من سورة النساء قال فانكحوهن باذن اهلهن وآتوهن اجورهن بالمعروف بعد هذه متعة او نكاح؟ والنكاح ينصرف الى الدائم او الى المنقطع؟ اما دائم واما اعم من الدائم والمنقطع وعبّر الاجور هذه هي الاية الاولى والقرينة الخارجية ان ذكر الاجر في قوله فمن استمتعتم به منهن هذا من باب اثبات الشيء لا ينفي ما عداه لان مثبة ولا منفية بل في المتعة يستعمل الاجر ولكن ولا يستعمل الاجر في غير المتعة هذا لا دليل على بل الدليل على خلافه كما في هذه الاية المباركة.
الاية الثانية: من سورة الاحزاب الاية 50 من سورة الاحزاب التي هي واضحة في أنه يريد منها النكاح الدائم قال: يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك مراد من الازواج يا ازواج هنا؟ من الواضح انه دائم ولا نتكلم بأن الذي نتمتع به رسول الله بل من ازواجه التي كان نكاحه دائم يا ايها النبي انا احللنا لك ازواجك التي آتيت اجورهن اذن نكاح دائم وزواج دائم وعبر بالاجور ولم يعبر بعبارة المهر والصدق ونحو ذلك.
الاية الثالثة التي ننهي هذا البحث وهو الاية العاشرة من سورة الممتحنة التي قرأناها في الاية السابقة قال ولا جناح عليكم ان تنكحوهن اذا اتيتموهن اجورهن اذن بهذا يتضح ان هذا القيد لا يمكن ان يكون سبباً لمنع اطلاق الاية في شمول الاية للعقد الدائم والعقد المنقطع ولا يمكن ان يكون هذا مانعاً عن اطلاق الاية ونعم ما قال صاحب الجواهر قدس الله نفسه في هذا المجال قال: بل هي حينئذ كأخبار المتعة منع اختصاص لفظ الاجر في ذلك ومنع انصراف الاجر اليه بل اطلق في الكتاب والسنة على المهر باعتبار كونه كذا على ان الاية قد اشتملت على المحصنات من المؤمنات والمحصنات من اهل الكتاب والمراد اجور الجميع ولا ريب في عدم اختصاص الجواز في المؤمنات بالتمتع واحتمال اختصاص القيد بالكتابيات يدفعه ظهور الاية في خلافه كما اشرنا في القرينة الداخلية والقرينة الخارجية
Ещё видео!