يواجه السكان فى المملكة العربية السعودية واليمن غزو أسراب ضخمة من الجراد مكونة من حوالي 360 مليار من الجراد ، والتي يمكن أن تسد الشمس في بعض الأحيان، ويتسبب الجراد كبيرالحجم في أضرار تقدر بعشرات الملايين من الدولارات ، مما أدى إلى تدمير شرق إفريقيا في واحدة من أسوأ حالات التفشي منذ عقود.
وتداول عدد من رواد التواصل الاجتماعي فيديوهات توضح العدد الهائل للجراد الذي ضرب مناطق بالمملكة
طلبت منظمة الأغذية والزراعة "الفاو" التابعة للأمم المتحدة أكثر من 75 مليون دولار لمعالجة الأزمة الناشئة الناجمة عن السرب، ونشأ تفشي الحشرات بحد ذاته عن طريق سلسلة من الأعاصير الحديثة ، والتي أنتجت ظروفًا مثالية لتكاثر الآفات.
وحذرت وزارة البيئة في المملكة العربية السعودية السكان من تناول أي من الجراد لأنها من المحتمل أن تكون ملوثة بالمبيدات الحشرية السامة، ويستهلك الجراد الصحراوى وزن الجسم في الطعام كل يوم ، ويمكنه السفر لمسافة تصل إلى 150 كم في أسراب كبيرة بما يكفى لمنع أشعة الشمس.
وحول أسباب تفشي ظاهرة الجراد الصحراوي، ربط رئيس شعبة الطوارئ والتأهيل في الفاو، دومينيك بيرجون، بين هذه الظاهرة وتغيّر المناخ. وقال "إن السبب الرئيسي هو حدوث إعصاريْن في المحيط الهندي في أيار/مايو وتشرين الأول/أكتوبر 2018، وهو ما تسبب برطوبة عالية في المنطقة الواقعة بين اليمن وعُمان والسعودية التي يُطلق عليها "الربع الخالي" وهي منطقة لا يمكن الوصول إليها بسبب طبيعتها. وقد انتعش الجراد هناك وتكاثر بكثرة."
وأضاف أن الجراد ينتقل جنوبا وشمالا، وعندما وصل إلى اليمن جنوبا وجد بيئة خصبة كالرطوبة لوضع البيض. وعند موسم الجفاف في اليمن انتقل في حزيران/يونيو 2019 إلى شمال شرق إثيوبيا وشمال الصومال وعادة ما ينخفض تأثير الجراد مع ارتفاع الحرارة والجفاف
وقال بيرجون "إلا أن المشكلة هي أنه في السابع من كانون الأول/ ديسمبر حدث إعصار كبير وصل إلى تلك المناطق في إثيوبيا والصومال حيث يعيش الجراد، وهو ما خلق ظروفا مناسبة للجراد كي يتكاثر مجددا." وأضاف أنه في 28 كانون الأول/ديسمبر اجتاح الجراد كينيا وتأثرت مناطق كثيرة فيها.
وحذر المسؤول في الفاو من تدهور الأوضاع أكثر مع ظهور جيل جديد من الجراد في موسم الزراعة في آذار/مارس المقبل، إذ إن الدمار الذي يخلفه الجراد هائل، إذ يمكن لسرب الجراد الذي يجتاح كيلومترا واحدا أن يلتهم طعاما في يوم واحد يساوي ما يأكله 35 ألف شخص.
من جانبه، قال كيث كريسمان، مسؤول تنبؤات الجراد الصحراوي في الفاو، إن عدم التحرك في الوقت المناسب سيكون له عواقب وخيمة. "في كينيا على سبيل المثال استمر الجراد في اجتياح تلك المناطق على مدار خمسة أسابيع، وهذا يدل على تكاثر الجراد وتفشي الآفة في مناطق شاسعة ولكن بسبب الموارد غير الكافية لا يمكن الوصول إلى جميع تلك المناطق."
يذكرأن، أعلنت الصومال حالة الطوارئ بسبب غزو الجراد الصحراوى، مشيرة إلى أنه يشكل تهديدا خطيرا للأمن الغذائى الوطنى، وذكر راديو "شابيلى" الصومالى اليوم الأحد، أن الحكومة الصومالية أعربت عن قلقها إزاء المخاطر التي يشكلها الجراد الصحراوي لموسم زراعة المحاصيل الذى يبدأ فى أبريل المقبل، مشددة على ضرورة التوسع في عمليات المكافحة، مع حماية ودعم سبل عيش المزارعين والرعاة.
من جانبه، قال وزير الزراعة الصومالى سعيد حسين "بالنظر إلى شدة انتشار الجراد، يجب أن نبذل قصارى جهدنا لحماية الأمن الغذائي وسبل عيش الشعب الصومالي .. إذا لم نتصرف الآن، فإننا نخاطر بأزمة غذائية حادة لا يمكننا تحملها بأي حال من الأحوال".
وكانت منظمة الأمم المتحدة قد أكدت أن أسراب الجراد التي تجتاح حاليا شرق القارة الإفريقية هي الأسوأ منذ 70 عاما، مشيرة إلى إنها تحتاج نحو 76 مليون دولار على الفور لكبح انتشارها.
ويلقى باللائمة على ظاهرة التغير المناخي في انتشار أسراب الجراد التي من المحتمل أن تصل إلى جنوب السودان وأوغندا، وحذر خبراء من مغبة التقاعس عن التعاطي مع أزمة الجراد حتى شهر يونيو المقبل، مشيرين إلى أنه من الممكن أن يتكاثر عدد الجراد 500 مرة.
ووفقا للمنظمة، يعتبر الجراد الصحراوى أخطر أنواع الآفات المهاجرة فى العالم، إذ يهدد سبل عيش الناس والأمن الغذائى والبيئة والتنمية الاقتصادية، ويمكن أن يؤثر بسهولة على أكثر من 65 % من أفقر بلدان العالم
Ещё видео!