وزيرٌ عراقيٌّ سابق في زَمن الرَّئيس صدّام حسين ، سُلِّمَ إلى عائِلته جُثّةً مُشَوَّهَةً نتيجة إقتراحٍ جريءٍ قدّمه للرئيس ...
رياض إبراهيم الحاج حسين العاني ،،، أَحَدُ وزراء الصِّحة العراقيين الّذين استلموا الوزارة في عهد أحمد حسن البكر ومن بعده في عهد صدّام حسين ، وأُستاذ علم الأنسجة في جامعة بغداد ، ومُنْتَمٍ إلى حزبِ البعثِ منذُ شبابه .
وُلِدَ إبراهيم العاني في مدينة الأعظميّة بالعاصمة بغداد عام (ألف وتسعمئة وأربعين ) و درس المرحلة الإبتدائيّة حتى الثّانويّة فيها ، مِن ثمّ إلتحق بالكُليّة الملكيّة الطبيّة في بغداد في مُنتصف الخمسينيّات ، وأثناء فترة دراسته في كليّة الطب وبالتحديد في (السّابع والعشرين من تشرين الثّاني عام ألف وتسعمئة وتسعة وخمسين ) أُتُّهِمَ بضلوعه في عمليّة اغتيال الرّئيس عبد الكريم قاسم وذلك لمساعدته في إخفاء الأسلحة في منزله ،فتمّ سجنه بعدما فشلت محاولة الإغتيال ولبثَ في السّجن حتّى تمّ الإفراج عنه عام (ألف وتسعمئة واثنين وستين ) بعفوٍ عامٍ من الرئيس عبد الكريم قاسم ، وانقطع بعدها عن حزب البعث ليلتحق بالمستشفى الجمهوري برتبة مقيم دوريّ ، وفي عام ( ألف وتسعمئة وثمانية وستين ) بعدما عاد حزب البعث للسلطه ، رجع رياض العاني للإنخراط بصفوف حزب البعث وأصبح عضو شعبةٍ في الحزب وعضوًا في مكتبٍ مركزيٍّ مشارك ، وانتقل بعد ذلك إلى بريطانيا لإكمال دراسة الإختصاص فأتمّ الدكتوراه في الأنسجة من جامعة لندن عام (ألف وتسعمئة واثنين وسبعين ) ، ليعود بعد ذلك إلى العراق في منتصف السبعينيات ، وتمّ ترشيحه من قبل وزير التخطيط آنذاك عدنان الحمداني ؛ بأن يستلم وزارة الصّحة ، وأصبح بذلك وزيرًا للصحة في عام ( ألف وتسعمئة وستّة وسبعين ) .
وفي عام ( ألف وتسعمئة وثمانية وسبعين ) عَقِبَ توقيع مصر لإتفاقيّة كامب ديفيد مع اسرائيل ، تمّ ترشيح رياض العاني رئيسًا وناطقًا بإسم اللجنة التي وضعها مجلس وزراء الصّحة العرب للمطالبة بنقل مقر المكتب الإقليمي لشرقي البحر الأبيض المتوسط من الإسكندرية إلى مدينة عربية أخرى ، وذلك بسبب مقاطعة الدول العربيّة لمصر ، وقد قاد حملةً شديدةً لتحقيق الهدف المنشود .
في عهد الدكتور رياض تطورت وزارة الصحة كثيراً.. حيث تم تجهيز المستشفيات بأحدث الأجهزة المتطورة والمختبرات و بادر الى بناء مستشفى مركزي في كل محافظة ( التي سُميّت فيما بعد بمستشفيات صدّام) ، ووقف بقوة الى جانب حقوق الأطباء ،والحفاظ على كرامتهم ، بعد أن أصبح التعدي عليهم شيئاً مألوفاً ،و عمل على إرسال أكبر عدد ممكن من خريجي كلية الطب للدراسة والتخصص الى أحسن الجامعات في بريطانيا وأميركا.
بعد كُلِ هذه الإنجازات تمّ اعدامه بطريقةٍ وحشيّة في( العاشر من تشرين الثّاني عام ألف وتسعمئة واثنين وثمانين) ، وتعددت الرّوايات التّي دارت حول مقتله وتعذيبه قبل إعدامه على ألسنة قيادات بارزة في حزب البعث وعلى لسان ابنته .
ورد عن بعض قيادات حزب البعث أن سبب إعدامه هو غضبُ صدّام حسين من اقتراح وزير الصّحة المغدور رياض إبراهيم في اجتماع للوزراء بعدما كانت الحرب بين العراق وإيران مُستعرة أن يقوم صدّام بالتنحي عن الرّئاسة لفترة وجيزة وينازل بها لأحمد حسن البكر، بهدف حقن دماء العراقيين وإيقاف الحرب ومن ثمّ العودة إلى الرئاسة ، وأن صدّام حسين قام بإعدامه في الجلسة ذاتها رميًا بالرّصاص ، بينما نَفت ابنته هذا التصريح مؤكدة أنّ والدها كان قد أعفي من منصبه كوزير للصحة في حزيران من العام ذاته وأنّه قد تمّ اعتقاله في آب من نفس العام وصودِرت جميع ممتلاكاته وعيادته , وأكدت أنهم حتى الآن لا يعرفون السبب الحقيقي وراء إعدام والدها .
بينما أوردَ طبيبٌ مقرّبٌ من الوزير رياض ابراهيم أنّ السبب كان غضب صدّام حسين من المغدور لرفضه إرسال طبيب بيطريّ إلى أمريكا لدراسة معالجة السموم بصفته طبيبًا بشريًّا مُختصًّا بالأمراض الباطنيّة ، وقوله بأنّ هذا الفعل سيخلق المشاكل اذا اكتشفته الجهات المختصّة في أمريكا إذا تمّ تزوير الوثائق الخاصة بهذا الطبيب البيطري ، ورغب الإلحاح عليه بالموافقه رفض تنفيذ الموضوع ، فتمّ اعتقاله واعدامه بعدها .
بينما القضيّة التي أُلبست له بعد إعدامه لتبرير سبب الإعدام أنّ أحد الأطباء أعطى جرعة مميتة من عقار بوتاسيوم كلوريد، وهذا العقار يعطى في حالات علاجية معينة وبنسبة مخففة لكنه يكون مميتا إذا أعطي مُركزًا وبكمية كبيرة حيث يتوقف القلب، وكان المريض الذي مات بسبب هذا العقار من أهالي تكريت وكان مصابا في رأسه وحالته الطبية ميؤوس منها، و صدام حسين ألقى بالمسؤولية على الدكتور رياض واعتبره مُقصرا، كون العقار دخل الى العراق عندما كان وزيرًا، وأنّ رياض يَعرف مُسبقا أنّ هذا العقار قاتل وأنّه تعمّد إدخال هذا العقار للبلد، والحقيقة أنّ العقار لم يكن قاتلا بل هو مسؤولية الطبيب الذي لم يخفف التركيز .
ومهما كان سبب الإعدام ، هل هذه الأسباب تُبرر أنّ يتم تسليم جُثّته إلى عائلته مُهشمة الرّأس والكسور تُغطي غالبيّة جسده وعليه آثار الرّصاص ، مُرفقًا معه شهادة وفاة ذُكر فيها سبب الوفاة الإعدام رميًا بالرّصاص ، والغريب بالأمر أنّ صدّام حسين قام بإستقبال إبنته وزوجته في المطار عام ( ألف وتسعمئة وسبعة وثمانين) باكيًا ، وأعاد لهم أحد منازله المُصادرة كَردِ إعتبار وهو الّذي قتله بيده .
Ещё видео!