جبل سلع مكان معسكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم أثناء معركة الخندق
جبل سلع أحد جبال المدينة المنورة، يقع غربي المسجد النبوي الشريف على بعد 500متر أو أقل بعد توسعة المسجد النبوي يبلغ طول الجبل 1000متر وارتفاعه 80متراً وعرضه ما بين 300- 800متر ويمتد من الشمال إلى الجنوب وتتفرع منه أجزاء في وسطه على شكل أجنحة قصيرة باتجاه الشرق والغرب.
ويتكون الجبل من صخور بازلتية لونها بني داكن ويميل إلى السواد في بعض المناطق.واكتسب أهميته ومكانته التاريخية في الإسلام من وقوع غزوة الخندق بقربه في السنة الخامسة من الهجرة حيث أقام المشركون معسكرهم في الجهة الغربية منه ولا يفصل بينهم وبينه إلا الخندق الذي حفره المسلمون وكان سفح جبل سلع الغربي مقر قيادة المسلمين بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم محتمين به من جهة الشرق من كيد وخيانة اليهود التي توقعها المسلمون وحصلت بالفعل. وضربت خيمة رسول الله على سفح الجبل ورابط أصحاب رسول الله في مواقع مختلفة من الجبل وأعينهم على خيمة قائدهم وأيديهم على السلاح في أجواء باردة ورياح شديدة انحدرت بدرجة الحرارة ليلاً إلى ما تحت الصفر بكثير. واشتدت الرياح ونزل الصقيع من السماء وتجمدت الأطراف وزلزلت الأنفس وبلغت القلوب الحناجر وتطايرت خيام المشركين وقدورهم وتفلتت دوابهم من عقلها. ونصر الله جنده وهزم الأحزاب وحده وولوا الأدبار.
ومن أسباب هذا النصر بعد إرادة الله أن المشركين وأحزابهم لم يستطيعوا مهاجمة المسلمين من الخلف من جهة الشرق لوجود جبل سلع ولم يتمكنوا من اقتحام الخندق المحفور غرباً وهبت الرياح الشديدة وهكذا هزمهم الله بتدبيره ومن ذلك اتخذ جبل سلع شهرته في الإسلام. ويتناقل كبار السن في المدينة المنورة أن بعضاً منهم أراد الالتفاف على جبل سلع بنزع حماية الدولة عنه ثم الاستيلاء على أجزاء منه واتفقوا على أن أول خطوة إزالة مدفع رمضان من على قمته فشكلوا وفداً من أهل المنازل الواقعة في سفحه وقابلوا الملك فيصل طالبين منه نقل مدفع رمضان من على الجبل إلى موقع آخر بحجة أنه أزعجهم عند إطلاقه خلال شهر رمضان أو في المناسبات وخوف صوته أطفالهم، فأمرهم الملك بكتابة طلب بذلك.
وعندما عرض عليه الطلب شرح عليه بعبارة حول "ينظر أيهما أقدم فيزال الحديث ويثبت القديم" وهو يعلم أن المدفع على جبل سلع منذ العهد العثماني ولم يكن العمران قد وصل إلى الجبل آنذاك بل ولسنين عديدة.
وأصيب الأهالي بهلع مخافة أن تزال دورهم وطبعاً لم يكن الملك يقصد ذلك بل لردعهم حيث إن الدولة كانت بحاجة إلى خدمات المواقع العسكرية التي كانت على قمة الجبل ومن ضمنها مدفع رمضان
