حُكم بدقائق وأُعدم خلال أشهر، قصة إعدام أصغر شخص في التاريخ
تخيل أن يُقبض على طفل في ال14 من عمره
فيتهم الطفل بجريمة قتل دون إجراء تحقيق
ويُحاكم خلال دقائق ليصدر عليه حكم بالإعدام
ولا يُسمح له برؤية أهله أو محاميه
ويُمنع من استئناف القضية
ويُعدم خلال أشهرٍ قليلة
ليُصبح أصغر شخصٍ يتم إعدامه في العالم
تُرى أين توجد هذه البلد التي تُعدم الأطفال بهذا الشكل المشين؟
لا ليس بلداً عربياً، ولا أحد دول العالم الثالث المتخلفة
بل إنها البلد الذي يتشدق بأنه بلد العدل والحرية
الولايات المتحدة الأمريكية
تعرّف على أبشع جريمة عنصرية في التاريخ
بدأت القصة عام 1944في مدينة صغيرة تسمى كولو
قُسمت المدينة لجزئين
فكانت سكة القطار التي تقطعها هي الحدود بين الجزء الذي يقطنه السود والجزء الآخر الذي يعيش به البيض
العنصرية كانت على أشدها
فلم يقبل البيض مخالطة السود بأي شيء
فعاش كل منهم بشكل منفصل
فامتلك السود مدارس غير تلك التي لدى البيض
وكان لديهم أسواقهم وحياتهم الخاصة
حتى بيوت العبادة شملها ذلك التقسيم العنصري
فكان للسود كنيسة سوداء وللبيض كنيسة بيضاء
في أحد الأيام عُثر على طفلتين من البيض مقتولتين على بعد بضعة دقائق من الكنيسة السوداء
أقر الشهود بأن المرة الأخيرة التي ظهرت فيها الطفلتان كانتا تركبان الدراجات
ومرتا أمام منزل عائلة سوداء وتحدثتا إلى طفلين من العائلة هما جورج وآيمي ستيني قبل أن يختفيا
في الليل ذهبت الشرطة إلى منزل العائلة
ولم يكن في المنزل سوى الأطفال
إلا أن ذلك لم يردع الشرطة من اقتياد الطفل جورج ذي ال14 عاماً على الرغم من عدم وجود أدلة مادية تربطه بالجريمة
ليتفاجأ الجميع في اليوم التالي بنشر الجرائد المحلية خبراً عن اعتراف جورج بقيامه بجريمة قتل واعتداء جنسي على الطفلتين
بالرغم من كشف التقارير الطبية لاحقاً بأن الطفلتين لم تتعرضا لاعتداء جنسي
وأن الأداة التي ادعت الشرطة أن جورج قتل بها الفتاتين لا تتطابق مع مواصفات الأداة التي قُتلت بها الفتاتين
منذ لحظة الاعتقال لم يسمح لاسرة جورج رؤية ابنها خلال فترة احتجازه التي استمرت 81 يومًا
ولم تتمكن الأسرة من تعيين محام للدفاع عن ابنها
ليخضع جورج وحده للاستجواب والمحاكمة
فحتى ذلك الوقت لم يكن مسموحًا لذوي البشرة السمراء بالتدخل في إجراءات المحكمة
مأساة العائلة استمرت
فبعد إلقاء القبض على الطفل جورج فُصل والده من العمل وخسرت العائلة منزلها بعدما طُردوا منه وأُجبروا على ترك المدينة
جرت محاكمة الطفل جورج
وتمت إدانته في أقل من عشرة دقائق
اتخذت المحكمة قرارها في جلسة واحدة ليوم واحد وكان جميع أعضائها من البيض
وجاء قرار المحكمة بإعدامه على الكرسي الكهربائي قراراً لا يقبل الطعن والاستئناف
وانتهت هذه الجلسة بدون أي نسخة من محضر عن مجرياتها أو شهادات أو مرافعات تمت
وفي أحد أيام حزيران الصيفية وُضع جورج على الكرسي الكهربائي بعد 83 يومًا فقط من لحظة العثور على جثتي الطفلتين
كان جسد الطفل صغيراً جداً على الكرسي
لدرجة أن أحزمة الكرسي الكهربائي لم تناسب مقاسه وكانت أغلال قدمه الموصلة بقطبي الكهرباء كبيرة جدًا
كما أن القناع قد انفصل عن وجهه بمجرد توصيل الكهرباء وعندها ظهرت الدموع في عيني جورج
لم تنسى عائلة جورج المأساة التي حصلت لابنهم
وكانوا على قناعة ببراءته
ليتمكنوا من فتح ملف القضية عام 2009 بعد أكثر من 65 عاماً على إعدامه
وتقرر السلطات فحص الأدلة بشكلٍ جيد
واستغرق الحكم في المرة الثانية أربعة أضعاف ما استغرقه في المرة الأولى
وتقدم للمحكمة عدد من الشهود منهم رجلان أبيضان كانا قد ساعدا في البحث عن الطفلتين المقتولتين وزميل زنزانة لجورج ستيني
وشهدوا بأن ستيني بريء وأجبر على الاعتراف بجريمة لم يفعلها
وفي عام 2014 برأت المحكمة جورج بعد مرور 70 عامًا على إعدامه
لأنه حُرم من الإجراءات القانونية
هل تعتقد أن أمريكا ممكن ان تتخلص من ماضيها العنصري؟
Ещё видео!