مؤيد الدين بن العلقمي، وزير الخليفة العباسي المستعصم بالله، كان داهيةً، حازماً خبيراً بسياسة الملك من الطراز الأول، وكان قبل ذلك “أستاذ دار الخلافة”، وهو منصب استحدثه الخلفاء العباسيون يوازي الآن رئيس الديوان، فكان له دور في تعيينات القادة والوزراء، وكان له خصوم مثل: قائد الجيش “دويدار” وغيره.
في هذه الأثناء كان التتار يسيطرون على البلاد الواحدة تلو الأخرى، فقام ابن العلقمي بمراسلة هولاكو ملك التتار، مشجعا إياه على دخول بغداد، والقضاء على الخلافة العباسية متمثلة بالخليفة المستهتر السيء السمعة ذو الشخصية الضعيفة، فتردد هولاكو، وكان تردده لأن بغداد مدينة كبيرة ومحصنة ومليئة بالجند، فقد كان عدد الجند آنذاك (100) ألف.
قام الوزير ابن العلقمي بإقناع الخليفة المستعصم بتسريح الجيش، بذريعة أنَّ نفقات الجيش أصبحت كبيرة، وبالفعل وافق الخليفة على تسريح الجيش، فكان الوزير يستدعي الآلاف من الجند إلى الديوان كل شهر، ويقوم بتسريحهم، ونفيهم من بغداد، وقطع الرواتب والمستحقات عنهم، فزاد ذلك في كرههم لابن العلقمي، ولم يبق من الجيش سوى (10) آلاف فقط.
توجه هولاكو نحو بغداد ومعه (200) ألف من المقاتلين المدربين أعلى تدريب، والمجهزين بأحدث أنواع الأسلحة، وكانت الأخبار تتوافد إلى قصر الخلافة أن جيش التتار يقترب من بغداد، ولكن الوزير كان يخفي عن الخليفة هذه الأخبار.
وصل جيش هولاكو وأحاط ببغداد، وبدؤوا يرمونها بالنبال، والخليفة لا يدري ماذا يحدث خارج قصره، إلى أن وقع سهم بجارية كانت ترقص له، فأمر أن تغلق نوافذ القصر وأبوابه، حتى لا تصل السهام إلى الداخل، (أي استهتار أعظم من هذا الاستهتار والخذلان).
#ابن_العلقمي #سقوط_بغداد #هولاكو #التتار #قصة_وشخصية
ما عليك سوى الانتساب إلى هذه القناة للاستفادة من المزايا:
[ Ссылка ]
Ещё видео!