في قلب الصحراء العربية، قبل ولادة النبي محمد بأعوام قليلة، وقعت حادثة عظيمة بقيت خالدة في ذاكرة العرب والمسلمين. إنها حادثة عام الفيل، التي ارتبطت بسورة كاملة في القرآن الكريم.
كان أبرهة الأشرم، حاكم الحبشة في اليمن، قد بنى كنيسة عظيمة في صنعاء وسعى لجعلها مركزاً للحج بدلاً من الكعبة المشرفة في مكة. ولكنه فوجئ بإعراض العرب عن هذه الدعوة، وازداد حنقه عندما أقدم بعضهم على تدنيس الكنيسة، تعبيراً عن رفضهم لمخططه.
قرر أبرهة الانتقام وغزو مكة لهدم الكعبة، فتجهز بجيش عظيم، على رأسه فيل ضخم لم يُرَ مثله من قبل في الجزيرة العربية. تحرك الجيش، قاصداً مكة، وأصبح الخوف يسكن قلوب أهلها الذين لم يكن لهم طاقة بمواجهة هذا الجيش الجبار.
عندما وصل الجيش إلى مشارف مكة، لجأ أهلها إلى الجبال المحيطة، تاركين أمر الكعبة لله، وهم على يقين بأن الله لن يترك بيته الحرام دون حماية.
اقترب جيش أبرهة من الكعبة، وأمر قائده الفيل بالتقدم لهدمها. لكن الفيل توقف فجأة، ورفض التقدم نحو الكعبة رغم محاولاتهم العديدة لدفعه. وفي هذه اللحظة، حدثت المعجزة الكبرى.
أرسل الله طيراً أبابيل تحمل حجارة من سجيل، وأمطرت بها الجيش، فأهلكتهم تماماً، ولم يبقَ منهم أحد. رجع أبرهة مهزوماً إلى اليمن وهو مثقل بالجراح، حتى مات بعد أيام قليلة.
كانت هذه الحادثة رسالة عظيمة بأن الكعبة هي بيت الله، ولن يتمكن أحد من المساس بها ما دام الله هو الحامي. وظلت ذكرى عام الفيل حاضرة في أذهان العرب، وصارت بداية تاريخ جديد، لأنها وقعت في العام نفسه الذي ولد فيه خير الخلق، محمد بن عبد الله .
"ألم تر كيف فعل ربك بأصحاب الفيل؟ ألم يجعل كيدهم في تضليل، وأرسل عليهم طيراً أبابيل، ترميهم بحجارة من سجيل، فجعلهم كعصف مأكول."
عام الفيل
Теги
عام الفيلأبرهة الأشرمجيش عظيمفيل ضخمهدم الكعبةحماية الكعبةأهل مكةخوف شديدطيور أبابيلحجارة سجيلجيش مهزوممعجزة اللهبيت اللهتدنيس الكنيسةغضب أبرهةصنعاء اليمنرحلة الغزومكة المقدسةجبل قريشإرادة اللهدعاء قريشكيد أبرهةنهاية الجيشعصف مأكولذكرى خالدةسورة الفيلحماية السماءنصر اللهعزة العربميلاد النبيعام النورالكعبة المشرفةحجاج العربهلاك الظالمينقريش الجبالفيل عاجزحج العربغزو فاشلأمر الله.