✍ الدكتور العلّامة المصري الكبير أحمد أمين، مُؤرِّخ الفكر الإسلامي في وقته – رحمة الله عليه –، وصاحب فجر وضُحى وظُهر ويوم الإسلام، في كتابه قاموس العادات والتقاليد، ذكر قصة عجيبة جداً! قصة رجل اسمه صالح، وما هو بالصالح، بل هو طالح، طالح الطالحين! اسم على غير مُسمى!
✍ هذا كان يدّعي الدروشة، وأنه تقريباً شبه أخرس لا يُبين. يجلس هكذا في ضعف، وكلما مر به رجل أو امرأة ذو أو ذات هيئة – وكيف يعرف أنه ذو هيئة؟ يُوجَد ذهب مثلاً في رقبته أو في يديه، أو يلبس لباساً جيداً – قال يا واحد. يُوحِّد الله، ما شاء الله، مجذوب! حين يقول هذا، يختفي الرجل أو تختفي المرأة! لماذا؟حين يقول يا واحد، تخرج جماعة من قطّاع الطرق السلّابين النهّابين القتلة، يأخذونه ويقتلونه، ثم يدفنونه أو يرمونه في الترعة أو في النيل، ويأخذون ما عنده.
✍ اختفى عشرات الناس، فشكت الشرطة. علماً بأن هذا وقع أيام الخديوي إسماعيل، أي قريب جداً! نصبت كميناً، وأخذت المُوحِّد ومَن يُوحَّد بهم، وقالت لا بد من إنزال أشد العقاب. فجاءت مُغنية سُمعتها في الطين – والعياذ بالله – كما يُقال، وأقسمت أنه درويش ومسكين! وطبعاً شفَّعوها؛ لأنها مُغنية. ولأنها إدارة فاسدة، أخذته ووضعت القيد في يديه. ولذلك سُميَ بعد ذلك صالح أبي حديد! وربما المصريون يعرفون جامعاً كبيراً في القاهرة اسمه جامع صالح أبي حديد.
✍ هذا الجامع يُزار إلى اليوم، ويُقال إنه تُحفة معمارية. علي مبارك باشا، صاحب الخُطط التوفيقية، قال أنا غير قادر على أن أفهم كيف بُنيَ على اسمه وعلى جثمانه النجس هذا المسجد العظيم!
✍ المُهِم أخذته فترة، حتى نُسيت قصته، ثم أشاعت في الناس أنه وليٌ مُكاشَف وأنه مُخاطَب وأنه ينطق بالغيوب، فقصده أصحاب الحاجات والملهوفون، وكثر الناس، وهو لا يكاد يُبين! يُغمغِم بحروف لا يستبين السامع منها شيئاً، ثم تأخذ هي المعلوم! كوَّنت ثروة طائلة جداً جداً، حتى هلك، أي هذا الفاسق المُجرِم، السلّاب النهّاب القاتل هلك. وحين بلغ صيته وسُمعته – أنه من الأولياء الكبار ورحمة الله عليه وقدَّس الله سره الكريم – الخديوي إسماعيل، أمر ببناء المسجد على قبره، اسمه مسجد سيدي الشيخ صالح أبي حديد. وما أكثر الأسياد في بلادنا!
◀ مُستخلَص من مقطع أُلصق بآخر خطبة قصة آدم...نظرات جديدة، للدكتور #عدنان_إبراهيم، لكنه ليس منها:
[ Ссылка ]
Ещё видео!