قضية "الماسة الزرقاء" بين السعودية وتايلاند هي واحدة من أشهر الأزمات الدبلوماسية التي بدأت عام 1989، وكانت لها تداعيات كبيرة على العلاقات بين البلدين.
تفاصيل القصة:
البداية: القصة بدأت عندما قام خادم يعمل لدى أمير سعودي بسرقة مجوهرات بقيمة تُقدر بحوالي 20 مليون دولار، من بينها "ماسة زرقاء" نادرة، من قصر الأمير في الرياض. العامل، الذي يُدعى كريانغكراي تشامونغ، هرب بالمجوهرات إلى بلاده، تايلاند، وبدأ في بيع بعضها بأسعار زهيدة.
التحقيقات واستعادة المسروقات: عند اكتشاف السرقة، طالبت السعودية الحكومة التايلاندية بالتحقيق في الأمر وإعادة المجوهرات المسروقة. تم إرسال فريق من الشرطة السعودية إلى تايلاند للمساعدة في التحقيقات.
العثور على بعض المجوهرات: بعد تحقيقات ومداهمات، تمكنت الشرطة التايلاندية من استعادة جزء من المجوهرات وإعادتها للسعودية. لكن عند عودة المجوهرات، تبين أن الكثير منها كانت مقلدة، بما في ذلك "الماسة الزرقاء" الشهيرة، ولم يتم العثور على النسخة الأصلية حتى اليوم.
اغتيال دبلوماسيين ورجل أعمال سعوديين: بين عامي 1989 و1990، وقعت سلسلة من الجرائم الغامضة في بانكوك، حيث تم اغتيال ثلاثة دبلوماسيين سعوديين، ورجل أعمال سعودي يُدعى محمد الرويلي اختُطف وقتل لاحقًا. السعودية اشتبهت في أن هذه الجرائم كانت مرتبطة بالقضية، مما زاد من التوتر بين البلدين.
تداعيات دبلوماسية: أدت الأحداث إلى قطع السعودية علاقاتها الدبلوماسية مع تايلاند، وفرضت حظرًا على سفر السعوديين إلى تايلاند. كما تأثرت العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث فرضت الرياض عقوبات اقتصادية حدّت من الاستثمارات والتعاون التجاري مع بانكوك.
محاولات استعادة العلاقات: على مر السنين، سعت الحكومات التايلاندية المتعاقبة لتحسين العلاقات مع السعودية، خاصة بعد التغيرات في الحكومة السعودية في السنوات الأخيرة. وقد تم اتخاذ خطوات لتحسين العلاقات الدبلوماسية بشكل تدريجي، بما في ذلك زيارة رئيس وزراء تايلاند للسعودية في عام 2022، والتي أسفرت عن استعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين البلدين بعد أكثر من 30 عامًا من التوتر.
تُعتبر قضية "الماسة الزرقاء" رمزًا للتوترات بين السعودية وتايلاند، كما أنها لا تزال واحدة من أشهر قصص الجرائم الدولية التي لم تحل بالكامل، خاصة مع عدم العثور على النسخة الأصلية من الماسة الزرقاء والشكوك حول الأحداث التي وقعت في تلك الفترة.
Ещё видео!