الأسئلة التشكيكية و الرد عليها † عظة ابونا داود لمعي † سلسله عظات عن الشك والالحاد †
إن الشيطان يزرع الشكوك في كل مجال من مجالات الحياة. لأن الإنسان في حالة الشك يكون ضعيفًا يمكن للشيطان أن ينتصر عليه.
فهو مثلًا يغرس الشك من جهة التوبة.
سواء من جهة إمكانية التوبة، أو من جهة قبول الله لها. فهو يصور للإنسان أنه ليس من السهل عليه أن يتخلص من هذه الخطايا، التي صارت طبيعة فيه، أو عادة من عاداته، أو صارت محبوبة لديه لا يمكنه مطلقًا الاستغناء عنها. وإذ يغرس فيه الشك الكامل في قدرته، يخفى عنه تمامًا معونة الله، أو يشككه فيها أيضًا، كما قال داود النبي "كثيرون قاموا على. كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه..." (مز3). أما إن صمم الإنسان على التوبة، فإنه يشككه في قبول الله لتوبته: إما لأنها أتت بعد فوات الفرصة، أو لأنها توبة غير حقيقية، أو لأن خطاياه بشعة من الصعب مغفرتها! وتحتاج إلى عقوبات فوق احتماله!
وكل هدف الشيطان هو إلقاء التائب في اليأس.
لكى تخور عزيمته، ويبقى في الخطية حيث هو... وكذلك يشككه الشيطان في رحمة الله، ويورد له آيات لا تحصى عن عدل الله، وعن عقوباته. وربما تكون عقوبات عن خطايا أقل من خطاياه هو بكثير. وشكوك الشيطان قد تدخل في الحياة الشخصية أيضًا.
فهو يغرس الشك في أيهما أفضل: البتولية أم الزواج.
وأى طريق منهما يختاره الإنسان يشككه فيه كذلك. فإن اختار البتولية يشككه في إمكانية الحياة فيها، وكيف أنها صعبة جدًا، وهي فقط "للذين أعطى لهم" (متى 19: 11)، "وكل واحد له موهبته الخاصة من الله" (1كو 7:7). فما أدراك أن هذه موهبتك؟! ويشرح له السقطات التي وقع فيها القديسون. ويقول له: هل أنت أفضل من داود ومن شمشون، وكلاهما حل روح الرب عليه؟! وإن اختار الزواج، يقول له، لقد فقدت إكليل البتولية. ويضع أمامه قول القديس بولس الرسول "غير المتزوج يهتم فيما للرب كيف يرضى الرب. أما المتزوج فيهتم فيما للعالم كيف يرضى امرأته" (1كو7: 32، 33)، "ومن لا يزوج يفعل أحسن" (1كو7: 38). وهكذا يتركه في بلبلة لا يعرف أي الطريقين يختار...!
وهو يغرس الشكوك أيضًا في موضوع الوحدة والخدمة.
إن اختار الإنسان طريق الوحدة، يشرح له أمجاد الخدمة، وكيف أنها طريق الرسل وأبطال الإيمان، وأن "الذين ردوا كثيرين إلى البر يضيئون كالكواكب إلى أبد الدهور" (دا 12: 3)، إنه "يوقدون سراجًا ويضعونه تحت المكيال، بل على المنارة، فيضئ نوركم قدام الناس..." (متى 5: 15، 16). وإن اختار الإنسان طريق الخدمة، يقول له الشيطان: لقد فقدت طريق الملائكة الأرضيين، وحياة السكون والهدوء التي يتفرغ فيها الإنسان لله وحدة. أما أنت فقد اخترت طريق مرثا التي وبخها الرب بقوله "أنت تهتمين وتضطربين لأجل أمور كثيرة ولكن الحاجة إلى واحد". ولم تختر طريق مريم التي جلست عند قدمى المسيح، واختارت النصيب الصالح (يو10: 41، 42)، وستجد المزيد عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلاهيمانوت في أقسام المقالات والكتب الأخرى. ويذكره بالرؤيا التي ظهر فيها أن أرسانيوس المتوحد كان أفضل من موسى الأسود محب الأخوة وخادمهم. وهكذا يستمر الشيطان في غرس الشكوك. وكما قال يوحنا الدرجي: الراهب الذي يعيش في الوحدة، يحاربه الشيطان بمحبة الأخوة وخدمتهم. والراهب الذي يخدم الأخوة في المجمع، يحاربه الشيطان بمحبة الوحدة وحياة السكون والصلاة والتأمل.
والشيطان يغرس الشكوك في العلاقات الاجتماعية كلها.
فهو يغرس الشكوك بين الزوج وزوجته، وبين الصديقة، وبين الشركاء في العمل، وبين الرئيس ومرؤوسيه. يشكك في محبة الواحد للآخر، أو في إخلاص وأمانة الواحد للآخر. بل يشكك في كل تصرفات الناس وفي نياتهم ومقاصدهم وكل ذلك لكي يزعزع صلات الناس ببعضهم البعض، ويحولها إلى انقسامات ونزاعات، ويضيع الحب الذي هو عماد الحياة الروحية والاجتماعية كلها... حتى الأمور التي يمكن أن تمر ببساطة، يعقدها الشيطان بشكوكه العديدة، وقد يخلق منها مشاكل عويصة... !
وهو يشك أيضًا في الإيمان ذاته وفي العقائد.
وكل البدع والهرطقات التي قاست منها البشرية هي من صنع الشيطان ومن أفكار، وكذلك كل المذاهب المتعددة وما بينها من صراعات. والإلحاد أيضًا هو من صنع الشيطان...
الشيطان أيضًا يشكك في إمكانية الحياة مع الله.
Our Facebook page [ Ссылка ]
Our Twitter page [ Ссылка ]
Our Youtube Channel [ Ссылка ]
Ещё видео!