لقد ذكر العلماء للتوبة آثار عديدة، ومنها:
سقوط العقاب والخلاص من المؤاخذة والمسائلة الاُخروية: لقد أجمع أهل الإسلام على أنّه إذا تاب العبد مراعياً كافّة شرائط التوبة يسقط عنه العقاب في الآخرة، ونجى من المؤاخذة تجاه ما ارتكبه من المعاصي.[41]
سقوط الحدّ عن التائب: بالتوبة يسقط الحد عن التائب في عدّة موارد:
الارتداد: لا خلاف في أنّ توبة المرتدّ الملّي توجب سقوط حدّ القتل، وترتّب أحكام الإسلام، بخلاف توبة المرتدّ الفطري، فإنّها لا توجب سقوط الحدّ.[42]
الزندقة: ذهب جماعة إلى أنّ توبة الزنديق[43] توجب سقوط حدّ القتل عنه،[44] وذهب آخرون إلى أنّها لا توجب سقوطه،[45] بينما فصّل ثالث بين ما شهدت القرائن على توبته ورجوعه عن الزندقة واقعاً، فيسقط الحدّ عنه وإلاّ فلا يسقط عنه الحد.[46]
السرقة: السارق إذا تاب قبل قيام البيّنة يسقط عنه حدّ السرقة، بخلاف ما إذا تاب بعد قيام البيّنة.[47]
المحاربة: إذا تاب المحارب قبل الظفر به يسقط عنه الحدّ، غير أنّه لم يسقط بتوبته ما يتعلّق به من حقوق الناس كالقتل والجرح، وأمّا إذا تاب بعد الظفر به، فلم يسقط عنه حدّ ولا قصاص ولا غرم.[48]
تعلّم السحر: إنّ حدّ تعلّم السحر هو القتل، سواء عمل به أم لا، إلاّ أن يتوب منه.[49]
رجوع صفة العدالة وزوال صفة الفسق: المعروف أنّ المكلّف إذا ارتكب معصية كبيرة أو أصرّ على صغيرة تسقط عدالته، فلا يقتدى به في صلاة الجماعة، ولا تقبل منه شهادة ونحو ذلك، والمكلّف العاصي إذا تاب من جميع ما تجب التوبة عنه يزول عنه الفسق، ويتّصف بصفة العدالة بمجرّد التوبة بناءً على القول بأنّ العدالة هي الاستقامة العملية على جادّة الشرع، فإنّه بعد التوبة يصدق أنّه رجع إلى جادّة الشرع فتترتّب جميع الأحكام المنوطة بالعدالة.[50]
رفع حرمة النكاح أو كراهته: ذكر الفقهاء أنّ المرأة الزانية غير ذات البعل - حتى المشهورة بالزنا - إذا تابت جاز تزوّجها من دون حرمة وكراهة.[51]
Ещё видео!