الأربعاء 13 نوفمبر 2024
اسْتَعِدّ لِلِقَاءِ إِلهِكَ!
«النَّمْلُ طَائِفَةٌ غَيْرُ قَوِيَّةٍ، وَلكِنَّهُ يُعِدُّ طَعَامَهُ فِي الصَّيْفِ» ( أم 30: 25 )
إن حكمة النَّمْل هي الاستعداد للمستقبل، لذلك فالنَّمْلَة تحرص أن تخزن ما سوف يكون طعامًا لها بعدما تمضي أيام الصيف البهيجة، وتأتي أيام الشتاء الباردة، حيث يصعب عليه السعي للحصول على الطعام. والإنسان يُظهر هذه الحكمة عينها في الأمور المادية. فهو يعمل حسابًا للأيام القادمة، يوم تعوقه الصحة المتهدمة والشيخوخة الهارمة عن الكد الدائب.
ولكن أليس هو أمرًا يدعو للدهشة أن الناس الذين يُظهرون هذا الاهتمام العجيب فيما يتصل بأمور هذه الحياة، يغفلون عن إظهار مثل هذا الاستعداد إزاء أبدية لا تنتهي؟! أبدية تُنبئ كل لحظة تمضي، أنها أقرب مما يظنون؟! وإذ ينسون العصور التي تعقب هذه الحياة القصيرة، يضيعون الفرص الذهبية التي لن تعود، ويندفعون متجاهلين حاجة نفوسهم وحقيقة الخطر المرعب الذي سيداهمهم بعد الموت، ومكتوب: «كَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ، هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ» ( عب 9: 27 ، 28). هنا نقرأ عن خطر داهم قادم، كما نقرأ عن واحد يستطيع هو وحده أن يخلـّص منه. لكن غالبية الناس لا يعنون إلا بهذا الحاضر العابر، ويغفلون عن المستقبل الأبدي. ولمثل هؤلاء تنادي النَّمْلَة الصغيرة نداءً صارخًا في آذان مَنْ يصغي: “اُهْرُبُوا مِنَ الْغَضَبِ الآتِي”، “اسْتَعِدّوا لِلِقَاءِ إِلهِكَم”.
والنَّمْلَة كارز عملي أيضًا لأنها تُعلِّم بالعمل. فإذ تأبى على نفسها أن تفلت من يديها ساعات الصيف الذهبية، كما يفعل العابثون من الناس الذين يضيعون شبابهم دون أن يتهيأوا للأبدية. فإنها بكل أمانة تعمل في الحاضر لأجل المستقبل.
أيرنسايد
#طعام_وتعزية
#دار_الإخوة_للنشر
Ещё видео!