(...)
وفقا لهذا المنهج الشمولي ،
ف"إن العمل الأول في طريق التغيير هو العمل الذي يغير الفرد ليصبح شخصا ،
وذلك بتغيير صفاته البدائية التي تربطه بالنوع إلى نَزْعات اجتماعية تربطه بالمجتمع."
ومن هنا ضرورة أن يتجه العمل أساسا نحو تنمية الحوافز الفردية
لتتحول تدريجيا إلى نوازع اجتماعية كلما ازداد احتكاكهما بالواقع والحياة،
وما المدرسة إلاّ بيئة تُنَمِّي فيها النوازع الاجتماعية.
وعليه تكون التربية لدى بن نبي
"نوع من الهندسة الاجتماعية التي تقتضي بثَّ حالة من الوعي داخل المجتمع بكل مؤسساته ليكون في حد ذاته وسيلة العمل التربوي وهدَفَه في نفس الوقت.
وباختصار شديد ،يرى بن نبي أن من أهم وسائل العمل التربوي : اللغة التي هي في الأساس أداة تربوية لتوجيه عملية التغيير الاجتماعي.
فهي وعاء الثقافة، وهي أداة الاتصال والتعليم، فبالإضافة إلى تراكيبها وألفاظها تحمل اللغة بين مفرداتها روحا، فهي عقلية ونمط في فهم الوجود.
وعليه فإن حاجتنا اليوم ملحة إلى أن نُعير لغتنا العربية أهمية لتكون وسيلةَ التغيير وأداتَه الفعالة في المدرسة والتاريخ.
وأما ازدواج اللغة في عالمنا العربي فيَنُمُّ في كثير من الأحيان عن جهل كامل بالثقافة الوطنية أو تجاهل لها. وقد أدخل ازدواج اللغة الخلاف في عالمنا الثقافي والأخلاقي والفكري والفلسفي،
بل إن كل ما يقوم به هو إحداث تصدع عميق في العالم الثقافي يؤثر في جميع شرائح المجتمع.
(...)
Ещё видео!