المهندس عماد بن حسين باقر
تبقى بعض الشواغر الوظيفية دون استغلال لفترات زمنية قد تطول في بعض الأحيان بالرغم من وجود أعداد كبيرة من الباحثين عن عمل، ويعود هذا الأمر لعدة عوامل منها أن تكون ظروف العمل وشروطه غير مناسبة فقد يكون مكان العمل بعيد أو أن الراتب المرصود للوظيفة الشاغرة ضعيف، أو عدم اعلام الباحثين عن عمل عن هذه الشواغر الوظيفية بالقدر الكافي لقصور ما، أو أن تكون مؤهلات وخبرات المتقدمين غير مناسبة للوظائف الشاغرة.
ولخدمة التوجيه المهني التي نشأت في الولايات المتحدة الأمريكية تزامنا مع عصر الثورة الصناعية، دور هام في عملية التخطيط المهني للفرد والموائمة بين احتياجات سوق العمل
ومؤهلات ومهارات الموارد البشرية الوافدة عليها، والمساهمة في التخفيف من نسب البطالة وتهيئة الكفاءات للعمل في مجالات تتوافق مع ميولها وقدراتها ووضعها في مكانها المناسب.
وعند استعراضنا لهذه الخدمة نجد إنها تقدم للمستفيد معلومات يتم تحديثها باستمرار ومتضمنة لجميع ما توفره مؤسسات التعليم العالي والتعليم التقني والتدريب المهني من فرص لاستكمال الدراسة أو تغيير التخصص بما يتلائم مع طموحات الشخص وميوله وقدراته، وإعلام الباحثين عن عمل عن مختلف فرص العمل المتوفرة في السوقومساعدة أرباب الأعمال في انتقاء الكوادر المناسبة والكفاءات القادرة على العمل لديهم، ومساعدة الأفراد من جميع الأعمار وبمختلف المراحل على التخطيط واختيار مسارهم التعليمي أو التدريبي أو المهني فالانسان يستفيد من هذه الخدمة طوال مدة حياته.
ولخدمة التوجيه المهني المقدمة لطلبة المدارس بمختلف المراحل الدراسية دورهام وحيوي في توعية الطالب وتعريفه بمختلف المهن، وأهميته وفوائدة على الفرد والمجتمع، وتعريف الطلبة بشروط الالتحاق بكل مسار تعليمي ومتطلباته واختيار المواد.
ومساعدة الطلبة على فهم رغباتهم وميولهم وربطها مع مختلف المجالات المهنية من أجل مساعدتهم على اختيار المهن الموافقة لتلك الرغبات، وجمع المعلومات عن سوق العمل والتنسيق مع المؤسسات بمختلف القطاعات لتهيئة الطلبة لدخول الحياة المهنية أو التخصص العلمي المناسب من خلال تعريفهم بواقع سوق العمل وربط التخصصات بالوظائف وتعريفهم بالبدائل المهنية واعدادهم لدخول الحياة المهنية أو التخصص العلمي في الجامعة.
وتركز خدمة التوجيه المهني في المرحلة الجامعية على ترسيخ الاختيارات المهنية للطلبة وتنمية مهاراتهم المهنية المرتبطة بتلك الخيارات مع اتاحة الفرصة لهم لاعادة تقييم ميولهم.
ويستفيد من خدمة التوجيه المهني جميع الباحثين عن عمل والمقسمين لعدة فئات، ففريق من الباحثين عن عمل هم خريجو مؤسسات التعليم العالي والتربية والتعليم ومراكز التدريب المهني الذين يطرقون باب العمل لأول مرة، وقسم آخر من الباحثين عن عمل هم من الطلبة الذين لم يتمكنوا من اكمال الدراسة فهم بلا مؤهلات أكاديمية أو مهنية، وتوجد شريحة ثالثة من الباحثين عن عمل تتكون من أفراد سبق لهم العمل إلا إنهم انقطعوا عن العمل لأسباب قد تكون صحية أو أسرية أو غيرها من الأسباب، ومن المهم التنبه إلى أن بعض المنتمين لهذه الفئة لديه تجارب مهنية ثرية في مجال اختصاصة، فبعضهم من أصحاب المؤهلات العلمية أو يملك خبرات إدارية أو فنية إلا أنه من الضروري التنبه إلى أن بعضهم بحاجة للحصول على التدريب المناسب قبل عودته إلى الحياة المهنية من جديد، ويتحول بعض أصحاب المشاريع إلى باحثين عن عمل لعدم تمكن مشاريعهم من الصمود بسبب عوامل مالية او إدارية أو تقنية، وفي بعض الاحيان يسعى الأشخاص القائمين على رأس عملهم إلى البحث عن عمل جديد أملا في الحصول على فرص مهنية أفضل.
وختاما فإن من أهم أسرار نجاح الانسان في تخطيطه لمستقبله هي معرفته لقدراته وميوله وإلمامه بمتطلبات وشروط النجاح لمختلف المهن والميزات والصعوبات المتعلقة بهذه المهن واتخاذ القرارات بناء على الموازنة بين هذه العناصر.
Ещё видео!