مثل حياة الرهبان والراهبات، ورجال الكهنوت، وكل المكرسين والمكرسات.. فليس الجميع مكرسين للرب، بينما هذه الآية "إن عشنا فللرب نعيش" هي للجميع، لكل مؤمن، لكل عضو في مدينة الله، لكل مؤهل للملكوت , وأيضًا لا نعيش للرب، بالعبادة الشكلية..
فكثيرون يواظبون على الصلاة والصوم والقراءة والاجتماعات الدينية.. ولهم علاقة بالكنيسة، ولكن ليست لهم علاقة بالله. لا يعيشون معه ولا يعيشون له.. وكأن كل عبادتهم مجرد مظاهر خارجية لا ترقى إلى مستوى المعيشة مع الله. وعن هؤلاء قال الرب "هذا الشعب يكرمني بشفتيه، أما قلبه فمبتعد عنى بعيدًا" (متى 15: 8) (اش 29: 13). عليك إذن أن تعيش للرب، بالقلب والعمل، وبالروح والحق (يو 4: 23). فتشعر في عبادتك بوجود الله في حياتك، وبوجودك في حضرته، وصلتك به..
إن الذي يعيش للرب، يظهر ذلك في فضائل كثيرة يحياها، أو تتميز به حياته:
إنه يحيا حياة التسليم وحياة الطاعة. لأنه معيشته للرب، يسلم له حياته ومشيئته. وبالتالي يحيا حياة الطهارة والنقاوة، وحياة الحب التي ينفذ فيها وصايا الرب عن حب لا عن تغصب. فيقول للرب مع المرتل "فرحت بكلامك كمن وجد غنائم كثيرة" (مز 117) "فرحت بالقائلين لي إلى بيت الرب نذهب" (مز 122: 1). وهكذا يعيش في حياة الفرح بالله.
والذي يعيش للرب، يحيا في العالم كغريب.
إنه "ليس من هذا العالم" (يو 15: 15). يضع أمامه قول الرسول: (.. والذين يستعملون العالم كأنهم لا يستعملونه، لأن هيئة العالم تزول" (1كو 7: 31)،
وهكذا عاش آباؤنا "أقروا بأنهم غرباء ونزلاء على الأرض" (عب 11: 13).. إنهم يعيشون للرب. أما العالم فيبيد وشهوته معه (1يو 2: 17). ما شأنهم إذن به؟! قال أحد الآباء:
خير الناس من لا يبالى بالدنيا في يد من كانت.
وهكذا فإن الذي يعيش للرب، سيصل بالضرورة إلى الزهد في الدنيا (1يو 2: 15، 16). والناس في هذا الزهد على درجات متفاوتة.. والذي يعيش للرب لا يهتم ويضطرب لأجل أمور كثيرة، كما كانت تفعل مرثا (لو 10: 41). متيقنًا أن الحاجة إلى واحد وهو الله. والبعض الذي يختار هذا النصيب الصالح، قد يصل إلى حياة التكريس.
عظه عن إن عشنا فاللرب نعيش - للبابا شنودة الثالث 20/07/1988
† † †
Our Facebook page [ Ссылка ]
Our Twitter page [ Ссылка ]
Our Youtube Channel [ Ссылка ]
Ещё видео!