صفة صلاة النبي ﷺ - عبد العزيز الطريفي || Abdulaziz Al Tarifi
التفريغ النصي :
أين يضع المصلي نظره بعد تكبيره ؟
جاء عن رسول الله ﷺ أنه كان يضع بصره في موضع سجوده، عن سالم بن عبد الله، أن عائشة كانت تقول :
" دخل رسول الله ﷺ الكعبة، وما خلَّفَ بصرُه موضعَ سجوده "
[📚 المستدرك على الصحيحين]
وهذا خبر لا يصح، وهذا في صلاة النبي ﷺ في الكعبة.
ولا يصح عن رسول الله ﷺ خبر في موضع بصره في الصلاة إلا ما جاء عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبيه، أن النبي ﷺ :
".. لا يجاوز بصره إشارته "
[📚 صحيح ابن خزيمة - باب النظر إلى السبابة عند الإشارة بها في التشهد]
أي : في التشهد، وهذا أمثل شيء جاء فيه وهو معلول أيضاً، ويأتي الكلام عليه بإذن الله تعالى.
وعليه يقال :
أن الصحيح أن المصلي ينظر فيما شاء مما هو أخشع له، إلا أنه يحرم عليه النظر إلى السماء، لأن النبي ﷺ نهى عن ذلك.
عن جابر بن سمرة قال، قال رسول الله ﷺ :
« لينتهين أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في الصلاة أو لا ترجع إليهم »
[📚 صحيح مسلم - باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة]
وفي رواية : « لينتهن عن ذلك، أو لتخطفن أبصارهم »
[📚 صحيح البخاري - باب رفع البصر إلى السماء في الصلاة]
ويكره له الالتفات يميناً ويساراً، ويحرم عليه الانحراف.
أما اللحظ والنظر إلى الأمام، أو موضع القدمين، أو موضع السجود، فينظر فيما هو أخشع له على السواء، ويتجنب ما نهي عنه.
وقد ثبت عن رسول الله ﷺ أنه كان يطأطئ رأسه، ولكن هل يلزم من طأطأة الرأس أنه كان يضع بصره موضع سجوده ؟
نقول : قد يكون الإنسان يطأطئ رأسه وينظر إلى كفيه، أو ينظر إلى قدميه أصابع قدميه، أو ينظر إلى سجوده أو ينظر إلى أمامه، لأن البصر لا يملكه الطأطأة، وإنما الطأطأة تعني الخشوع والسكينة والتأدب بين يدي الله سبحانه وتعالى، وهذا غاية ما تدل عليه، ويأتي الكلام على مسألة البصر ووضعه عند الإشارة في الصلاة بإذن الله تعالى.
Ещё видео!