هل كان إرسال طائراتنا العسكرية و المدنية العراقية الى ايران صواباً أمْ خطأً ؟
نبينها بالعنوان و المضمون التاليين - قصه منسيه وحقوق منفيه
بلا شك أن اختيار إيران لتأمين الطائرات العراقية يثير الكثير من التحفظات لدى البعض ويجعلهم يتسرعون في الحكم ومن نظرة احادية، ولهم الحق في ذلك على إعتبار أن البلدين خرجا من حرب طاحنة إستمرت لمدة ثماني سنوات أستشهد وجرح وتعوق خلالها حوالي مليون شخص, ولم تكن الجراح العراقية ملتئمة بعد من جراء العدوان الايراني، ولكن لا بد من إسترجاع بعض الخيارات التي كانت مطروحة أمام القيادة العراقية قبل الحكم على صحة أختيارها لأيران من عدمه, فقد بدأت الحرب على حين غفلة كما وصفتها القيادة العراقية رغم ان الاستعدادات الأمريكية وحلفائها كانت تجري على قدم وساق! ولكن من جهة ثانية كانت تجري وساطات دولية لغرض التفاوض بين الطرفين, وعندما اندلعت الحرب كانت التغطية الجوية لدول العدوان بعد اسبوع مسيطرة على سماء المعركة بشكل تام, ووصلت القيادة العراقية معلومات إستخبارية تفيد بأن الطائرات العسكرية والمدنية ستستهدف خلال أقل من ساعة
وللتأريخ نوجز موضوع إرسال الطائرات العراقية إلى إيران عن ثلاثة آراء من ذوي الاطِّلاع والمُعايشة - لم يسبق أن تطرَّق لها إي مصدر. أشار أولها إلى أنه: عند استئناف العلاقات بين البلدين جرى تفاوض وفد رسمي عراقي برئاسة وزير النقل " محمد حمزة الزبيدي" عرَّض فيه الجانب العراقي فكرة إرسال الطائرات العراقية إلى إيران إذا اقتضت الضرورة - بحضور "رفسنجاني" رئيس جمهورية إيران الذي طلب بعد انتهاء تباحث الجانبين الانفراد بالوفد العراقي، وطمأنه من موقف إيران، دون الاكتراث للتصريحات الإعلامية التي قد تطلقها إيران مستقبلاً. (( هناك ثلاث خيارات امام القياده العراقيه وهي
.1- زج الطائرات في معارك جوية مع الطائرات المعادية وهذا الأحتمال تترتب عليه خسارة الطائرات والطيارين علاوة على الأندحار العسكري الجوي من أول جولة فبأستثناء طائرات الميغ29 والميك25 و23 والميراج المتقدمة فأن بقية الطائرات لا يمكن ان تجابه الطائرات المعادية من حيث العدد والقدرة القتالية وسرعة المناورة, مما ينعكس سلباً على الروح المعنوية للقطعات البرية والتي اعتمدت عليها القيادة العراقية كورقة رابحة في الحرب.
2- أبقاء الطائرات في الملاجيء المحصنة دون مشاركة في القتال، والخسارة في هذا الخيار سيكون جميع الطائرات، فقد وردت المعلومات الأستخبارية للقيادة العراقية بأن جميع الملاجيء المحصنة قد استمكنتها القوات المعادية وسيتم قبرها جميعا في مواقعها بقنابل ذات فعالية شديدة تستخدم لأول مرة وتضاهي قدرتها التدميرية القنابل التي استهدفت المفاعل النووي العراقي وملجأ الجادرية النووي.
3- الخيار الأخير محاولة تهريبها الى أحد دول الجوار فحسب القانون الدولي لا يمكن لطائرات العدوان مهاجمة الطائرات العراقية في حال تواجدها في دولة أخرى لأن ذلك يعد بمثابة انتهاك لسيادة تلك الدولة واعلان الحرب عليها, وهذا الخيار يؤمن المحافظة على بعض الطائرات في حال عدم إسقاطها خلال محاولة فرارها الى احدى الدول المجاورة وهو يمثل أقل الخيارات ضررا.
لم تكن القوة الجوية على علم مسبق بإخلاء طائراتها المقاتلة إلى خارج العراق لكنها في توقع إخلاء طائرات النقل المدنية والعسكرية على ضوء تطورات الموقف؛ لذلك كان قرار أخلاء الطائرات إلى إيران مفاجئاً، ولم يتح أي فرصة للاستحضار والتنسيق للعملية مع الجانب الإيراني. ولبيان الظرف الذي أُجبر العراق بموجبه على اتخاذ قرار إرسال الطائرات إلى إيران- يتطلب التنويه إلى أن الموقف الجوي كان لصالح " قوات التحالف " عندما اندلعت الحرب يوم 17 كانون ثاني / يناير 1991، وكانت " درجة السيطرة على الجو" (*) في أعلى مستويات " التفوق الجوي " التي تقترب من " السيادة الجوية " وهذا يعني صعوبة إخلاء عدد كبير من الطائرات دون توقع حدوث خسائر، إضافة إلى عدم وجود أي تنسيق أو اتصال مباشر بين مقر قيادة القوة الجوية العراقية وقواعدها مع القواعد أو القيادة الجوية الإيرانية. وفي إيران تحديداً تسبب سوء الظروف الجوية ( ثلوج ، وغيوم ، وأمطار ) في فترة التنقل الجوي بزيادة حصيلة خسائر الطائرات ( ).
لماذا ايران ؟
استفهام و تعجب يثيران الدهشة و التحير المرتبطان بظرفية عدوان واسع تستطيع قدراته القتالية الوصول إلى أي هدف و تدميره .
المزيد من التوضيح يطلب بيان السبب الرئيسي لاتخاذ قرار نقل الطائرات إلى إيران ينبغي التنويه عما تيسر للقيادة العامة للقوات المسلحة من مخاطر وشيكة الوقوع لاستهداف الطائرات فكانت المفاضلة بين إيران والأردن واستبعاد بقية بلدان الجوار؛ لمواقفها المؤيدة للتحالف أو الأصح الاشتراك فيه، ولقرب المطارات الإيرانية مقارنةً بالأردنية، ولسهولة التسلل شرقاً باتجاه إيران، إضافة إلى تعهد حكام إيران باستضافة الطائرات عندما تتطلب الظروف. ويرى البعض أن الارتجال وسرعة اتخاذ القرار كانا من بين سلسلة أخطاء القيادة العراقية وضعف تصورها في تقدير الموقف العام آنذاك، وقد كان من الأجدر دراسة الموضوع باستفاضة مع ذوي الاختصاص ( ).
استُدعي السفير الإيراني في بغداد لتطبيق فكرة العرض العراقي السابق بإيواء الطائرات في بلاده فأبدى الموافقة، وأغلب الظن أنه أستند إلى موافقة بلاده في المباحثات السابقة. وما أن أصبحت حراجة الموقف العراقي توجب المحافظة على الطائرات ؛ فأبدت إيران عدم ممانعتها، وأعلن سفيرها في بغداد موقف بلاده التي وصفها ضد الاستكبار العالمي، ولا تؤيد الحرب على العراق، وفي ذات الوقت لا توافق على احتلال العراق للكويت. وفي مرحلة حرجة من الحرب بلغت خسائر التدمير والأضرار في طائرات أحدى القواعد الجوية (80) طائرة ... ثم وصلت توجيهات شخصية بخط الرئيس صدام حسين للمباشرة بنقل الطائرات بموجات متعاقبة إلى إيران- وبوشر بالتنفيذ بإنذار قصير. @Suqour
Ещё видео!