استمر في متابعة ما تعلمناه حتى الآن: التأمل، وعيش اللحظة، والتنفس العميق، واللاعمل، والذي هو في العمق التفويض والتوكل، أعمق معاني الإيمان، بل هو أعلى قمة الإيمان. بعد الإيمان يأتي موضوع الحفاظ على السلام الداخلي
حافظ على السلام الداخلي
برأيي أن السلام الداخلي هو الأهم بعد الإيمان. والسلام الداخلي عكس المقاومة. إن كل مرض اجتماعي ونفسي وجسدي وراءه مقاومة. إن التشافي الصحيح يحصل فقط بالتسليم. لو كان لديك أي مرض جسدي، مارس التسليم. اقبل. واذا لم تقبل فاقبل أنك لا تقبل! استشعر في هذه اللحظة موضعاً كنت تقاومة فترة، ويقيناً هو متسبب لك في انزعاجات جسدية أو نفسية أو روحية أو اجتماعية. مارس التسليم. فوض أمره لله. دع الأقدار تعيد ترتيب نفسها لتحقق لك ذلك. كل مرض سببه مقاومة وكل تشافي سببه سلام داخلي، تسليم، لا مقاومة. مسيرة سلمية واضحة الأهداف تأتي بتشافي للبلد. مظاهرة هدفها اسقاط النظام قد تسقط النظام لكنها دون هدف! سقط النظام. تحقق المطلوب. بقي المجلس العسكري هو هو من 1952. سقط الرئيس في تونس. بقي نفس المجلس، نفس الحكومة، نفس الوجوه، نفس المشاكل مع زيادة! لا يوجد هدف سلمي، يوجد مقاومة. المقاومة تعمل على المدى القريب، لكنها تأتي بنفس النتيجة. المقاومة هي حل المشكلة بنفس الطريقة التي أوجدت المشكلة! بعد أن دخل مكة أطلق العفو العام "أذهبوا فأنتم الطلقاء" كي لا يترك مجالاً للمخربين ولا المغرضين ولا الإيجو الاجتماعي ولا المنتقمين، بل وجه الجموع للبناء، وجمع بين المسلمين والمكيين، وبدلاً من أن ينشغل الناس في المحاكمات والملاحقات والذمم أنشغلوا ببناء الدولة الجديدة! سميرة قبل أن تنام كل يوم تستشعر السلام الداخلي والمسامحة والغفران لنفسها ولمن أذآها. هي تدرك أن في العمق مشكلة أي سرطان التأنيب والشعور بالنقص والاذلال. في غضون أسابيع بدأت سميرة تسترجع قواها، وتنشط جسدها. هي الآن تدرك أن الامساك بمشاعر سلبية مضر ويجلب الامراض وأن التسليم وعدم المقاومة شفاء
لا تقاوم الفكرة. لا تقاوم العدو. لا تقاوم الماضي. لا تقاوم الخصوم. ركز على خطتك التي رسمتها بالأمس. هاك بعض الارشادات المعينة
عند ورود أي مقاومة من شخص أو ظرف أو مكان، تصرف بحكمة، تنفس بعمق، ثم حدد ما تريد واستمر في التركيز عليه. إن التركيز عليه لا يعني ممارسة الضغوط عليك وعلى الغير بالضرورة. فقط ارجع للحظة
التأمل والاسترخاء والتنفس العميق والعيش باللحظة استراتيجيات معاكسة للمقاومة، وهي من صلب التسليم
لا تشارك في أي مقاومة سياسية أو اجتماعية أو أسرية أو نفسية. هناك جموع غفيرة متطوعة لمقاومة كل شيء في الدنيا، وهم أصلاً فوق حتى الممكن السماح به، أنت مختلف. أنت سلامي، حكيم، استراتيجي
بالمقابل شارك في أعمال سلمية، أوجد لنفسك مكاناً فيها، تأكد من أنها أعمال ذات مغزى وأهداف واضحة ومحددة وايجابية ومعلنة وسلمية وخالية من العنصريات والتحزبات. لا تشارك في تظاهرة البحرين لأنها كلها شيعية، لا تشارك في تظاهرة بني حسن في الأردن لأنها كلها قبلية، لا مانع من أن تشارك في مسيرة الأمازيغ في المغرب لأنها حقوقية سلمية. لا حرج في مشاركة مسيرة البدون في الكويت لأنها حقوقية هادفة. تجنب الدعوات الدينية العنصرية والطائفية والقبلية. اعمل سكيب
عندما تتعقد الأمور مارس اللاعمل. دع التعقيدات لحالها. لا تعقدها أكثر. خذ جنباً وتأمل أو استرخ
عندما يحاول الآخرون تحبيطك وجرك لمقاوماتهم وعقدهم تفهم، وابتسم، وحاور بودية، ثم سر في طريقك. دائماً ذكر نفسك بأن التسليم عمق الإيمان، وأن الأنبياء كلهم بلا استثناء اتقنوا هذه المهارة، فبهم اقتده
راقب كيف أن الأحداث تسير لصالحك عندما تحترف التسليم الصحيح. فك الشفرة
حساب د. صلاح الراشد على:
تويتر: [ Ссылка ]
فيس بوك: [ Ссылка ]
انستغرام: [ Ссылка ]
تيليغرام: [ Ссылка ]
الموقع الإلكتروني: [ Ссылка ]
Ещё видео!