أصبحت القصص والروايات التي نسمعها عن جرائم العنف والقتل ضد النساء والفتيات والأطفال إن كان حول العالم أو في الوطن العربي أشدّ قسوة وبشاعة من القتل نفسه، نظرًا لأسلوب تنفيذ الجريمة.
فعام 2019 لم يكن أحسن حالاً من السنوات الماضية، خلاله وقعت جرائم مروعة بحق النساء والأطفال والفتيات، آخرها قيام أردني باقتلاع عيني زوجته وسط صراخ أطفالها، ففقدت بصرها بنسبة 100%، وغيرها من القصص المرعبة المنتشرة في الدول العربية.
وأدانت جمعية معهد تضامن النساء الأردني الجريمة البشعة التي ارتُكبت بحق الزوجة، مؤكدة أن الأردن لم يشهد جريمة مشابهة لها منذ عقود، وأوضحت أن ثقافة الصمت لا زالت تسيطر على العديد من المتزوجات وتُعرّضُهن لمزيد من أعمال العنف المرتكب من أقرب الأشخاص إليهن وتماديهم في ارتكابه، وتعود هذه الثقافة لأسباب متعددة منها اعتقادهن بأن مصير مجهول قد يواجهنه في حال قيامهن بتقديم شكوى للجهات المختصة، وضعف معرفتهن القانونية أو الخطوات الواجب اتباعها عند تعرضهن للعنف خاصة إذا نتج عنه إصابات وجروح جسدية قد تعرض حياتهن للخطر، إضافة إلى الأضرار النفسية والمعنوية.
لا تعد جرائم قتل النساء حكرا على العالم العربي والدول الإسلامية فقط، ففي عام 2018 قُتلت 87 ألف امرأة عالميًا، ولكن الشيء المؤكد أيضا حسب العديد من التقارير الدولية أن 72% من "جرائم الشرف" وقعت في العالم العربي.
كما وثّق تقرير الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة أن نصف ضحايا جرائم القتل للنساء وقعت على أيدي أقارب "حميمين" ـ بمعنى زوج أو حبيب.
كثيرة هي القصص المروعة بحق النساء، فقد أبلغت منظمة العفو الدولية عن جريمة قتل قام بها الزوج بحق زوجته لأنها خانته في حلمها، وفي تركيا قُتلت فتاة في ساحة بلدتها بسبب إذاعة أغنية مهداة لها على موجات الراديو، وفي باكستان اغتُصبت فتاة قاصر معاقة عقليا، ورغم ذلك لم تسلم من رجال قبيلتها الذين قرروا قتلها غسلا للعار.
وبحسب مختصين فإن عوامل مجتمعة في العالم العربي تتواطأ لتجعل قضية العنف ضد النساء أمرا عابرا وليس كارثة إنسانية تهدد المجتمعات، وتتقدم هذه العوامل غياب العدالة وحكم القانون، حين يعطى ويقدم العذر المحل والمخفف، ولا يضع عقوبات رادعة وحازمة، ولا ينفصل حال القانون والتشريع عن حكم العادات التي يكون لها أثر أقوى من القانون.
Ещё видео!