في ليل الاثنين الثلاثاء الموافق 28 يوليو، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن الدكتور المصري الشهير محمد مشالي المعروف بـ"طبيب الغلابة"، توفي من جراء هبوط مفاجئ في الدورة الدموية عن عمر ناهز 76 عاما.
وبحسب صحف ووسائل إعلام مصرية نقلا عن نجل الطبيب أن الوفاة كانت في المنزل بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، إلا أن دفنه سيكون في محافظة الحبرية مسقط رأسه.
محمد مشالي الطبيب الراحل، ظل لسنوات طويلة يخصص قيمة كشفه الطبي في عيادته لا تزيد عن 5 جنيهات، وزادت أخيرا لتصل إلى 10 جنيهات، وكثيرا ما يرفض تقاضي قيمة الكشف من المرضى الفقراء، بل ويشتري لهم العلاج في كثير من الأحيان، حتى ذاع صيته بأنه "طبيب الغلابة".
اشتهر الطبيب المصري على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب مواقفه الإنسانية، فعلى عكس قطاع كبير من الأطباء الذين يبحثون على الثراء والشهرة ولو على حساب مرضاهم، سلك طبيب الغلابة المصري طريق آخر ألا وهو مساعدة الفقراء والمحتاجين.
بدأت مسيرة الطبيب المصري بعد أعوام قليلة من تخرجه من كلية طب قصر العيني التابعة لجامعة القاهرة إحدى أعرق الجامعات في الشرق الأوسط وأقدم جامعة في القطري المصري، حيث فتح عيادته في العام 1975.
حياة الدكتور محمد مشالي مليئة بالأسرار والمواقف العظيمة، ففي شهر مايو العام 2020 وقبل أشهر قليلة من وفاته التقى «غيث» الشاب الإماراتي الذي يجوب باع الأرض لمساعدة المحتاجين، ولكن الأمر مع محمد مشالي كان مختلفًا تمامًا.
وظهر الدكتور محمد مشالي خلال برنامج «قلبي اطمأن»، الذي يُذاع على قناة «أبوظبي» الإماراتية، رافضاً أي مساعدة، أو تجهيز عيادة جديدة من خلال تبرع مالي كبير، متمسكاً بالعطاء للفقراء، مكتفياً بهدية رمزية عبارة عن سماعات طبية.
رغم انتشار ذلك المشهد إلا أنه لم يكن الوحيد للدكتور الراحل محمد مشالي، ففي العام 1995 وخلال زيارة للشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الرئيس الراحل لدولة الإمارات العربية المتحدة إلى مصر سمع عن الدكتور محمد مشالي.
سمع الشيخ زايد عن محمد مشالي وما يقوم به في عيادته في مدينة طنطا، وما كان من الشيخ زايد إلا أنه طلب لقائه، بالفعل ذهب أحد المرافقين للشيخ زايد إلى عيادة الدكتور محمد مشالي ليبلغه برغبة الشيخ زايد في لقائه، إلا أن طبيب الغلابه أخبره بأنه لا يستطيع ترك عيادته ومرضاه اللذين يتوافدون على عيادته المتواضعة كل يوم.
عاد رسول الشيخ زايد إليه بخفي حنين، وعندما سمع بذلك طاب منه العودة إلى الدكتور محمد مشالي حاملًا معه مبلغًا كبيرً من المال، وطلب منه أن يعرض عليه المساعدة في عمل الخير وأن ينشئ له مستشفى كبيرة تقوم على علاج الفقراء وأن يكون هو مديرها.
وبالفعل ذهب رسول الشيخ زايد إلى مدينة طنطا للقاء الدكتور محمد مشالي ليعطي له المال، إلا أنه رفض ذلك العرض وطلب منه أن يشكر الشيخ زايد وأن يعرض عليه المشاركة في أعمال أكبر.
وبحسب ما ذكرته قناة «الإمارات» في تقرير متلفز عن الشيخ زايد، أن الطبيب المصري أخبره أن يدفع بتلك المساعدات إلى وجهتها الصحيحة.
وبالفعل استجاب الشيخ زايد لطلب الدكتور مشالي وبدأ في تدفق مشروعات تنموية وخدمية كثيرة في البرالمصري شملت مستشفيات ووحدات سكنية.
Ещё видео!