الأربعاء 18 ديسمبر 2024
سَلاَمٌ مَعَ اللهِ
«فَإِذْ قَدْ تَبَرَّرْنَا بِالإِيمَانِ لَنَا سَلاَمٌ مَعَ اللهِ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ» ( رو 5: 1 )
عجبًا لعُظم معجزة الصليب! المعجزة المجيدة للمحبة المُخلِّصة! ففيها أرى الله مُبعِدًا كل آثامي المُرعبة، كما عرفها هو وقدَّرها. أراه وقد وضعها بجملتها على رأس بديلي المبارك واقتصّ منه بسببها. أرى عجيج عدل الله وتيارات سخطه الذي كان لا بد مُهلكي - روحًا وجسدًا - في جهنم إلى الأبد، أراها وقد طَمَت فوق ذاك الذي طواعية ناب عني، الذي وفّى كل ما كنت مَدينًا به، والذي منه استوفى الله القدوس حقه، كما كان لا بد أن يستوفيه مني، بدون تساهل أو تغاضي أو مُحاباة أو التماس لعذر. مُحال أن يحدث هذا وقد أشرف الله بنفسه على المحاكمة، فقد كان الأمر يختص بمجده وقداسته وجلاله الأبدي.
كان ينبغي أن تُصان كل هذه بكيفية تُمجده في نظر الملائكة والبشر والشياطين. كان بعدل يحق له أن يقذف بي إلى أعماق الجحيم جزاء آثامي، فلم أكن مستحقًا غير ذلك، وليس لي ما أحتج به، ولكن ... هللويا، حمدًا أبديًا لإله كل نعمة. فعوضًا عن أن يحدر بي إلى الجحيم جزاء وفاقًا لشروري، فإنه أرسل ابنه ليكون كفارة عن هذه الشرور. وفي عمل الفداء العجيب، أرى إلهًا قدوسًا قد تعامل مع خطاياي وأجرى قضاءه عليها في شخص ابن محبته الأبدي المساوي له.
يا له من سلام تتمتع به النفس التي تقبل هذا في بساطة الإيمان! نعم، كيف يمكن لإنسان أن يؤمن بأن الله ارتضى بما تم من علاج حاسم لمشكلة خطيته، ولا يشعر بالسلام؟ إن كان الله يقول صريحًا «لَنْ أَذْكُرَ خَطَايَاهُمْ وَتَعَدِّيَاتِهِمْ فِي مَا بَعْدُ» ( عب 10: 17 )، ويؤكد «قَدْ مَحَوْتُ كَغَيْمٍ ذُنُوبَكَ وَكَسَحَابَةٍ خَطَايَاكَ» ( إش 44: 22 )، فماذا يعوزنا بعد كأساس لسلام ضمائرنا؟ أ فلا يجدر بنفسي أن تستقر آمنة فيما يختص بخطاياي؟
دينيت
#طعام_وتعزية
#دار_الإخوة_للنشر
Ещё видео!